تابعت مثل غيري - للأسف- مقطعا تصويريا ينقل تنقّل - نخّاس (بائع النساء( - بين حوريات تشهد الصورة بقوام يجعلك تصاب بلوثة الجنون. وأمّا العيون فهي نجلاء تأخذك إلى مدن تنسى فيها بشاعة عجوزة الستوت. و كانت الشعور غاية في التمايل الّذي يجعلك تتمنى أن تصبح " خلاّص" يسرّح تلك الخصلات فتصبح عقصة تجمعها في كفّك.
تابع - المخصيّ- جولته بين أولائك الحوريات وهو يوجّه انتباههن إلى كشف أكثر قدر من أنوثتهن الصّارخة. فالمشاهد لا تعجبه الأعضاء المخفية من جسدهن، فهو يريد أن يرى كلّ ما أخفته يد الإنسان وعرّته الطّبيعة البهيمية. أراد لهن أن يكن غجريات العراء فينتزعن اللباس السّاتر و يتركوا المتفرّج - المقلّب- يتمعّن في تضاريس جسد يبحث عن صائد متعة من بلاد تدفع بالدولار أو حتى بالأورو.
قال لها في صفاقة البلادة: "ماسطة" نعم تصل ذروة الخصاء عند هؤلاء الأوباش حتى يعتبر ذلك الجمال الصّارخ و إخفاء بعض تفاصيله" مساطة". هذا العلج يريد من حورية هيفاء أن تزيل بعض الحشمة و تظهر ما خفي فهو جالب للفلوس.
ذكّرني هذا - التقليب- لأجساد الحوريات بسوق النخاسة في اليونان. حيث كان النّخاس يمرّ بالصّبايا وهن عاريات و مصفّدات و يتفحّص أجسادهن كي تسرّ الشّراة من أعيان البلد. هذا النّخاس العصري مازال في ذهنه المريض باستعباد المرأة و اختصارها في لذة بهيمية يسوّقها لأسياده.
نخّاس الزازوات يعتبر - تقليبه- للسلعة الأنثوية عملا إبداعيا استحق عليه المال الوفير و الجاه الوافي. فهو يقدر على إخراج تلك " الـلكموتات اللحمية " في صورة أفضل من غيره. أليس هو من أشرف على تصوير حمّام النساء و أخرج طاسة الماء تقطر على نهود الصبايا و العجائز على حدّ السّواء؟
في بلاد الدغف أمثال هؤلاء يجدون الحصانة من تجاوز القوانين لأنهم يخدمون شهوات الأعيان، و يوفرون لهم " سلعة "عالية الجودة بثمن بخس. و يخرجون علينا في نشرات الأنباء يتحدّثون عن تحرير المرأة من عبودية الرّجل. الذّي أوقفوا جهازه التناسلي على واحدة و فتحوا لأنفسهم أبوابا للتمعّش بكل تفاصيل الإغراء المقذعة و الصّادمة.
نخاس بلدي يجد الرّعاية الإعلامية، فهو مناصر للتفتح و الحداثة وكمشة كلمات يلوكونها في العلن و يستفردون بالصّبايا كذئاب رهجاء في الخفاء. وهو يقدّم مشروعا يجعل المرأة في صورة " الشّعلة الجنسية" لدافعي ضرائب المتعة الجنسية دون الجبائية.
صحيح كان العرب يحجّون حفاة عراة، ولكنهم قالوا تجوع الحرّة و لا تأكل بثدييها.