في قريتنا الكافية النائية،تربينا أنه لا يمكن التعرض علنا للعمدة أو رئيس مركز الحرس أو رئيس الشعبة بالسخرية أو النقد ،مخافة فقدان الحق في كرني الدواء أو الشغل في الحضائر أو المساعدات المتنوعة التي تمنح في بعض المناسبات ،
كان من الممكن فقط شتمهم في المجالس الخاصة المضيقة ،
فكانوا ينعتون رئيس الشعبة "بالفرطاس" لمرض أصاب فروة رأسه ، والعمدة ب" المكراش" نظرا لشراهته ،ورئيس المركز ب" الدب" نظرا لضخامة جسده، وكانت هنية تحذرني باستمرار ان أخطئ وأنادي أحدهم باسمه غير المعلن، فتكون الطامة الكبرى،
وهو ماحصل عندما تخاصمت مع ابن رئيس الشعبة وعيّرته بأبيه : " يا ولد الفرطاس"!ولا يسل أحد عمّا حصل بعد ذلك،ولو تجرأت وقتها على الذات الإلاهية أو أنكرت المعلوم من الدين "ما أكلت من الطرايح" ولما نالني من الشتائم واللوم والتقريع كما حصل لي وقتها،وقد تعلمت منذئذ درسا قاسيا جدا خلاصته: هناك من الناس من هو فوق النقد وفوق اللوم ولا يجوز المساس به من قريب أو بعيد وإلا عرضنا أنفسنا لمصاعب ومشاكل لا حصر لها ولا فكاك منها!
وكان المزارعون البسطاء يلخصون هذه الوضعية في حكمة يتداولونها فيما بينهم: ما تضرب الكلب إلا ما تعرف أمّاليه !
ويبدو أن وزير الشؤون الدينية عندنا تناسى ذلك ،فاتهم السعودية بأنها المفرّخ الأوّل للارهاب ،فتمّت إقالته غير مأسوف عليه!
أصلا من في العالم بإمكانه أن ينتقد السعودية أو يتهمها بشيئ،أوباما نفسه تبرأ من السيناتور الذي ربط بين السعودية وبين الإرهاب .
السعودية أقوى من رئيس الشعبة والعمدة ورئيس المركز مجتمعين!