ضمير ميت يقتل إنسانا حيًّا.

Photo

يمثّل طب الاختصاص أحد العناوين البارزة لعقلية متعفنة لشريحة من التونسيين تجاه نصف وطن منسيّ "وراء البلايك" يعني.

نصف وطن يُعطي بسخاء بلا مَنٍّ ولا حساب من دماء أبنائه وأرواحهم منذ زمن بعيد، نصف وطن يعطي ولا يعدّ لنصف يأكل ولا يشبع.

انظروا قوافل الشهداء وأسماءهم البارزة تجدون كثيرا منها من هناك وما أدراك ما هناك حيث بلاد "الجبورة" وأرض "الخشايش" من هناك حيث تموت النساء ومواليدهنّ في أقسام التوليد نظرا إلى غياب طبيب الاختصاص ونيابة طبيب ولاية أخرى عنه ، توزر وڤبلي نموذجا حيث ينوب طبيبُ النساء بتوزر طبيبَ النساء بڤبلي إن هو مرض أو ذهب في إجازة.

تونس الأعماق أو نصف الوطن المنسي حيث ولايات تسمّى تجوّزا ولايات مثل القصرين وسيدي بوزيد وڤبلي وتوزر وقفصة وتطاوين ومدنين وباجة وسليانة والكاف وجندوبة، ولايات تعاني الشقاء بأقدار متفاوتة تفاوت بعدها عن "المركز" حيث السادة أطباء الاختصاص وحيث الرفاه والسينما والمحلاّت الكبرى وكل مقوِّمات العيش المترف إلاّ من أبى أو أعوزته الوسيلة أو تملّكه حب الوطن فسكن حدوده يرقُبها ويذود عنها.

الوطن نصف المنسي يموتُ أهله موتا رخيصا يمكن تلافيه لو أن طبيبا مختصا كان على عين المكان، لو أنّ ضميرا حيّا بثّ من حياته في الآخرين.

أطباء الاختصاص إلاّ قليلا ودون تعميم فكل تعميم ظلم هم عنوان أنانية، هم جريمة قتل صامتة، هم ضمير ميت لم يصحُ ولن يصحُوَ إلا بدولة قوية عادلة تجبرهم أن يردّوا الجميل أو مجتمع حيّ يُعاقبهم حيث يتألمون، يعاقبهم من جيوبهم حيث لا يتألمون من سواها، وليكن العقاب بدءا بمقاطعة المختصين المنحدرين من المناطق الداخلية والذين لا يزورونها إلا في موسم الحصاد ليتزوّدوا تمرا وزيتونا وقمحا و"زبائن" يعالجونهم في المركز.

أطباءَ الاختصاص ألا تستفيقون من سبات عميق ألا يصحو منكم الضمير.

Commentaires - تعليقات
Safiya
11/08/2016 20:11
كلام في الصميم والله معاناة لا تنتهي و كل يوم تقريبا نصدم بفاجعة و ليس هناك مجيب