قتل الإنسان والقيم

Photo

أثار إنتحار فتاة المعهد الثانوي بالمروج فاجعة كبرى في الوسط التربوي عموما خاصة أن الروايات تعددت حول سبب الإنتحار ، فمع المتفق عليه أنها تنتمي لجماعات " عبادة الشياطين " إلا أن السبب الحقيقى لفاجعة الإنتحار مختلف فيه ، فمن قائل أنه في حدة الإنغماس الكلي في الطقوس الشيطانية وضعت القرعة بأن تكون هي القربان المقدم للشيطان طلبا لرضاه فأقدمت على الإنتحار تطهيرا لذاتها من لعنات سيدها وفداء لرفاقها في العبادة الشيطانية.

وهاتة الرواية فيها تكاد تكون تطهيرا للتدني الأخلاقي الواقعي التي مارسته مع زمرة "الهرادس" وتلميع لصورتها من الرواية التي تقول ان الفتاة أثناء ممارسة للطقوس التي عبارة عن جلسة خمرية تؤتي فيه كل الموبقات كانت في حالة سكر مطبقة تمارس الجنس مع أحد الشباب ووقع تصويرها بأدق التفاصيل ولما إسترجعت وعيها وعاد لها رشدها وجوبهت بلقطات الفيديو التي صورتها في مشهد دعارة فضيع خافت من علم أهلها بفعلتها النكراء والفضيحة التي ستلحق بها وبي عائلتها فقررت وضع حدّ لحياتها …

إن جماعات "عبدة الشيطان "ليست جديدة في تونس بل إنطلقت مع سياسة المخلوع التي كانت ترمي إلى تجفيف المنابع من المعين الإسلامي وفسح المجال لكل مجاري الطقوس الأخرى لتشق طريقها في صفوف الشباب والمراهقين وكانت دار الشباب بالمنزة السادس وكرا لذلك إذ كانت ترعى جماعة الهرادس كل عشية يوم سبت مخصصة لهم قاعة يؤدون فيها تعاويذهم وطقوسهم وقد اشارت في ذلك الوقت صحيفة تونسية إلى ذلك المنزلق الشبابي وسياسة تمييع الشباب ومحاولات التفسخ التي تريد سلبه شخصيته العربية الإسلامية …

إن الأزمة التي تمر بها البلاد التونسية هي أخطر من أزمة إقتصادية هي أزمة الشباب التونسي التي تنال من حياته في لحظة طيش وضياع ممهنجة ومبرمجة لها في كل المجالات التي تجتاح سبل حياته حتى يصل إلى تلك النهاية ..فالثقافة في تونس تركز على فن الإبتذال ومهرجانات الذوق الهابط وأفلام الدعارة والجنس والمناهج التربوية مفرغة تماما من المباحث الأخلاقية والموجهات الدينية والقناوات التلفزية منابرها كلها تلفزيون الواقع وتسطيح للوعي ومحركات لتلبد الفكر والذهن …

والأخطر من أزمة قتل الإنسان هي أزمة قتل القيم التي تحفظ حياة الإنسان لأنه بموات القيم لم يعد أي قيمة للحياة الإنسانية …ونحن في تونس هناك إبادة جماعية لكل القيم الحافظة للحياة وأولها هو مهاجمة كل إصلاح ينهل منسوبه من معين إسلامي .

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات