لا يمكن أن يسكن الشّيطان إلاّ في بيوت الفاسدين ومصاصي مال الشّعب. فلذلك تصبح عبادته هي تقليعة ماسطة لأصحاب علب سوداء لهم خيال مريض. فعوض التفاعل مع أزمة يافعين و مراهقين و شباب و إيجاد حلول لهم أصبح البحث عن شيطان لعبادته أمرا مروّجا له و يثير جلبة.
فالشيّطان المارد له عشّاق ومريدون.
حقّا كم أنتم تافهون.
أصبح للشيطان طقوس عبادة لمتعلّمين يفكّون الخطّ بسيدي محرز ويكتبون تعاويذ برسم سيدي بن عروس. ويهجّؤون النصوص بترنيمة السيدة المنوبية. وتعلو أهازيجهم بحوماني…
كم هي السخافة أن يصبح المتعلّمون علكة يلوكها سقط المتاع لتشويه المدرسة العمومية.
من وجد شيطانا فليعبده كي يزيح عنا شياطين الإنس المتسّلطين التي طمست أحلام المواطنين في وطن حر وديمقراطي.
شيطانكم لبيع الأكاذيب على عامّة بهماء تصدّق أنّ الشّيطان له طقوس وشعائر يمكن أن تصل إلى حدّ الموت لفداء وهم خارف.
إنّه الإفلاس الوجودي في حاضر تكدّس فيه عجائز التقاعد سحرة ليبعثوا حياة جديدة لشباب فقد لذّة عشق الوطن. فــآثر الموت على مشاهدة المومياء تخيط لهم كفن حياة أخرى لا يمكن أن يكون فيها الظلم سلاحا فاتكا.