تمرّد الكروش و المؤامرة المستحيلة

Photo

الحكومة المنتخبة تصر على الإذعان لشروط الممولين الدوليين و تغض الطرف عن كافة الحلول الممكنة لتجاوز ما تسميه باطلا أزمة تسبق الإنهيار . ما يعد دليلا صارخا آخر على إفلاس جماعات الحكم الذين يهدفون لتسليط مزيد من الأضواء على مخاطبة الغرائز و من ثمة توسيع قاعدة الغرائزيين و إستنفار حاجاتهم النفسية و الإجتماعية لتحقيق الأمن، مادام إشباع الحاجة إلى الخبز يعاني تحت ضغط المأزق الإقتصادي المتنامي و المتفاقم المزعوم .

من إحترف التفقير و التجويع عندما يعجز عن إشباع البطون يمكنه أن يفعل كل شيء من أجل الإنحراف يالبوصلة .

الوعي بالجوع يتطلب إستعدادا و شروطا قد تفوت الكثيرين . أما الإحساس به بما هو حاجة فيزيائية حينية و مباشرة لا تحتمل التأجيل يمكن أن يؤسس لإضطرابات قادرة على إبتلاع الكافة.

الغرائزيون بقدر ما هم طيّعون تسهل السيطرة عليهم ، هم في آن يقدرون على الإرباك متى خرجوا على السيطرة .

تفكيك جهاز الأغبيائتاريا ضرورة ثورية وحتمية تاريخية في غياب حركة تثويرية مقتدرة ومبدعة.

مخالطة الأغبياء بما في ذلك الإفتراضيين منهم ، من أكثر طرق الإنتحار البطيء نجاعة . تجدك مضطرا أن تكون ضحية للأحداث و أنت قادر على أن تصنعها .

تراهم كونيون و أمميون ، في أحسن حالاتهم ، مع ذلك يصرون أن يكونوا مجرد ببغاوات ، ووراء القضايا المفتعلة و المصنوعة يهرولون .

الببغاوات متميزون لأنهم على الترديد قادرون وإن تلكؤوا ، أما الأغبياء فهم حتى على ذلك عاجزين . و يصرون على عجزهم ذاك و به يتمتعون و يسعدون .

فلا أتعس من أن تجد نفسك شريكا لهؤلاء و أولئك .

البقية في الشقاوة المقيتة يشقون و بعقولهم يئنون و يتألمون .

معركة فرض سيادة الحق شرسة إلى أبعد الحدود مهما كانت قيمة الجهد الذي تستثمره فيها ، مع ذلك فإن مقارعة الأغبياء أشد شراسة و تشبه حراثة البحر و التبوّل في رمال الصحراء الممتدة.

إسقاط الأغبياء لا يعني الفوز بالمعركة لكنه شرط ضروري لخوضها.

إننا نعيش اليوم لحظات حاسمة وحرجة من تاريخنا الشخصي والجماعي . نجد أنفسنا فرادى وجماعات مجبرين لا فقط على خوض المعركة بل على الإنتصار فيها . فلا خيار لنا سوى الإنتصار أو العود إلى بدء وعليه .

وكل واحد منا معني بهذا النصر وقدرنا أن نحققه كلفنا ذلك ما كلفنا .

فلا قدر العزيز المقتدر إن هزمنا فقد فتحت علينا أبواب جهنم والمحرقة على مصراعيهما وستأخذنا حتما إلى الأفول ، فالأبواب جميعها موصدة وقدرتنا على المناورة او الهروب إلى الأمام او الخلف باتت محدودة جدا بل لا أخطئ التقدير عندما أدعي أنها إنعدمت .

فعلينا جميعا وحتى لا نغرق وأولادنا من بعدنا لعقود أخرى وحتى لا تستمر الأوضاع على ما كانت وماهي عليه، علينا أن نستشرس ونقاوم بشدة وإلا مصيرنا سيكون مصير المتخاذلين المنسحبين من ارض المعركة مرددين :

"أخطى راسي وأضرب " ، "دار الخلا تبيع اللفت " ، ما عندنا ما نخسرو " ، الناس الكل تلوج على الكراسي " ، " تي عالأقل نرتاحو من ها الهيجوج والميجوج " ، " يا ولدي ما جابتلنا ها الثورة كان العرك والفوضى والغلاء والنتونة" ، " قبل على الأقل كنا رايضين لا مشاكل لا فوضى لا إرهاب لا والو " ... وغيرها من المقولات .

تلك المقولات كلها دمغجة من أجل أن يجعلونكم تستبطنون الإستبداد وتحنون إليه ومن ثمة يتسللون كالنار في الهشيم إلى إعادة القبضة والإستئساد ....

يا أيها المعنيين بالنجاح عليكم أن تدافعوا عن أنفسكم وإن لم يكن من أجل الجميع فمن أجل أنفسكم .... و أبناؤكم …

أفكر في مغادرة شيء ما . ربما تولد الحكمة من رحمها أو حتى من مجرد التفكير فيها. و ربما تغرب إلى الأبد فتجدني مضطرا للبقاء.

المهم في كل ذلك أني لا أكف عن رفض الواقع المعاش مادمت مبعدا عن صناعته قسرا ، حتى أراني غريبا في زمن الضباع المستأسدة و زمن الكائنات المتناعمة.

أرفض قطعيا حياة النعام و الأنعام و لن أرض بأقل من حياة الأحرار.

لعلي أفشل في ذلك ، لكن حتما لن أكف عن المحاولة.

المنجز ليس ما تصل إليه فحسب ، بل هو أبعد من ذلك بكثير : إنه الكدح فالملاقاة.
من آثر السكينة ينتهي بلا مآلات تذكر ، أما من ركب المصاعب إنتصر لمجرد الركوب أو حتى لمجرد التفكير فيه للحظة.

إركب أو تُركب و إن ركبت لن تُركب أبدا.

المهم أن لا تنسى أن تستجلب معك ما تيسر من السياط و تتجهز بما إستطعت من النعال والبراوط.

السؤال القضية : بماذا أفادنا العراك الهووي المقيت و المزعوم بين العلمانيين والإسلاميين؟ ألم يجني علينا مزيدا من الرداءة؟ اليوم الجماعة الجاثمة على البلاد و الجماعات مستفيدة من العراك المذكور تريد أن تعمل. لقضية الإنتهاكات و الجرائم ضد الإنسانية طاولة و كراسي و مغارف .

أوطن هذا أم مبغى ؟

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات