هل هو وهن "الديمقراطية الغربية" ؟

Photo

(وقائع تحتاج قراءة فكرية خارج بداهات فُرضت على عقولنا)

في سياق ارتفاع نبرة "اليمين الفاشي" في "الغرب الديمقراطي" و في ارتداد واضح و غريب على خطاب "الحداثة" و "الديمقراطية" و "حقوق الانسان" لدى المرشحين للانتخابات في بلدان الغرب الليبيرالي اعتمد البرلمان الأوروبي في جلسته الأخيرة يوم الاربعاء الفارط قرارا "عالمثالثيا" غريبا حول "مواجهة وسائل الإعلام الروسية،" والذي وصف فيه وكالة “سبوتنيك” وقناة “آر تي” الروسيتين بأنهما “الأكثر خطورة”.

وصف القرار وكالة أنباء “سبوتنيك”، وقناة “آر تي”، وصندوق “روسكي مير” ومنظمة “روس سوترودنيتش " بأنها أحد التهديدات الإعلامية الأساسية على الاتحاد الأوروبي وشركائه في شرق أوروبا.

وفي ما يبدو وصاية غير مفهومة على عقول الجمهور الغربي و الشعوب العقلانية في الغرب اقترح البرلمان الأوروبي تعزيز "التواصل الاستراتيجي" والتركيز على إثارة الوعي والتثقيف والإعلام المحلي والإلكتروني وإعلام التحقيق ومحو الأمية الإعلامية.(هكذا( خوفا على "شعوبه" من "التضليل الاعلامي" بعد أن توهمنا أنها شعوب "حديثة" نتعلم منها "الوعي و الحقيقة" .

و في خلط للأوراق و "تخويف" يذكرنا ببيانات النظم الاستبدادية في العالم الثالث يعلن التقرير "أن على الاتحاد الأوروبي أن يواجه حملات التضليل والدعاية من بلدان مثل روسيا وأطراف مثل "داعش" و"القاعدة" ومجموعات إرهابية جهادية أخرى عنيفة"(هكذا في نفس الوقت)

وجاء في القرار الذي يحمل اسم “التواصل الاستراتيجي للاتحاد الأوروبي حول كيفية مواجهة دعاية دول ثالثة”، والذي تقدمت به النائبة البولونية آنا فوتيغا، أن “روسيا تقدم الدعم المالي للأحزاب السياسية والمنظمات المعارضة في الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي(؟؟؟)وتستخدم عامل العلاقات الثنائية من أجل التفريق بين أعضاء الحلف”.(المؤامرة الخارجية على طريقة النظم العربية)

يبدو أن "الحداثة الغربية" التي عاشت أكثر من قرن على ايقاع انفرادها بالمعلومة و الخبر في مواجهة اعلام شرقي و سوفياتي منغلق و غير رائج و رديء تواجه الآن في عصر العولمة نشأة مقاربة أخرى للحقيقة و الخبر و المعلومة يجعل هذا "المركز الغربي" يفقد "هيمنته على العقول" ليرتد سياسيا و اعلاميا الى "الماكارتية الرديئة" و ليظهر تماما زيف "ديمقراطية رأس المال المعولم" و المزيف للوعي الانساني .

لاشك أن ملاحظة كهذه لن تروق لمن لا يرتاح للقراءة النقدية و الفلسفية لمزاعم المشهد الاعلامي و الثقافي و السياسي الغربي الذي يزعم اليوم مساندة ارادة الشعوب في التحرر و الانعتاق عبر اعادة الاستقطاب المزيف في فترة الحرب الباردة بين غرب رأسمالي حامل للحقيقة و الحرية و شرق اشتراكي ممثل للاستبداد و القهر في حين أن الانفجار العولمي يفتحنا على مراجعات جذرية لهذه التصنيفات أيا كان موقفنا مما يجري في "سوريا" و المنطقة العربية .

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات