جنازة التَّفاسد : التأبين والقبر

Photo

شيء ما يعتمل في أعماق هذا الشعب قد يصنع ما عجز عنه 17 ديسمبر و يؤسس لمشروع بناء جديد .

بناء لا يمكن ان يكون يساريا على النمط التونسي المقيت، ولا قوميا براميليا ولى وجهه شطر روسيا بوتين، ولا ليبيراليا على معنى الإنتصار لشمس والتأسيس لتجريم معاداة الشواذ، كما أنه لا يمكن البتة ان يكون إسلاميا يعمل بالروموت كنترول أو مجرد إطلاق لحية تبيّض خيارات التفقير المتوحشة .

إنه حتما ذلك الجنين الذي ولد من رحم أبناء البلد الأصليين من غير المستجلبين، ينتصر حقا للقضايا العادلة و يضع حدا لخبط العشواء والتفاسد الإيديولوجي والمناولة السياسية، أساسه ومنتهاه الحرية والمسؤولية والإلتزام .

أراه على التُّخوم ، فكن قرشا.

كن قرشا حتى تستطيع إلتهام الحيتان التي إستأثرت بالسلطة والثروة على مدى ستين عام لم تجن منها سوى التفقير والتحقير وسوء التدبير .

كن قرشا حتى تنقرض الحيتان التي أسامت البلاد والعباد جميع أصناف الأذى. كن قرشا حتى تنقرض الحيتان جميعها التي أبّدت قانون الغاب الذي قاعدته: " حوت يأكل حوت وقليل الجهد يموت ".

• كن قرشا حتى لا يبيت فقير أو مستضعف بلا قوت.

• كن قرشا حتى لا تحكم ثانية بشرعية شهادة طبية.

• كن قرشا حتى تنتصر للحق ويعم العدل .

• كن قرشا حتى لا تقبر الحرية ولا تعاد المحرقة.

سنوات مرّت ولم نتقدَّم قيد أنملة: نفس الإصطفافات حول ذات الخزعبلات من لطميات وتنابز. والحال أن الحكمة القديمة تقول إن الفكرة إذا ألقيت في الجمهور وتغلغلت تتحول إلى قوة لا تبقي ولاتذر، وإحتراف اللطم والتباكي يصنف ضمن أرقى أشكال الإلهاء، أما التنابز فهو شمس وهمية تدور حولها الشعوب ما لم تختلف حول قضاياها المركزية،

فهل من مدّكر؟

قادة الرأي وصنّاعه هم رأس الحربة،

أفلا تعقلون؟

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات