كان الموعد ليلة 16من ديسمبر مع سرديّة مأساوية. فتلقّفت الأذن حكايا لا تشبه قصص السندباء الخارقة؛ بل لم تر العين إلاّ آلام المتفرّجين من مواطنين، حوّلتهم آلة التعذيب الغاشمة إلى أبطال في مسرحية لم يختاروا فيها أيّ دور؛ أعـدّها سفلة من ثقفوت المكر و الخداع الأيديولوجي، و نفّذ إخراجها شرذمة من ساديين همّهم هرش اللحم البشر النيء.
هؤلاء المواطنون الأبرياء ساقهم قدرهم كي يكونوا أبطالا في دراما سوداء من عشريات احتكر فيها "غشيّر الظّلام " الهواء و الماء و التراب و النار. ولم يجد من حلّ أمام فشله إلاّ صهد الأجساد بحمم الحقد الأعمى.
استطاعت كلمات التعايش و التّحابب و التآخي الخارجة من أفواه صادقة أن تشفي جراح أوجاع مازالت تحملها الأجساد و برئت من سقمها الأرواح.
لكلّ من عانى من قسوة الاستبداد شهاداتكم الموجعة هي أمل كلّ الشّعب في القطع مع الأنانية و الحقرة و الاستبداد المرّ.
لكل من سقى دمه فداء لهذا الوطن لن تضيع الدّماء الزّكية لأنها ستنبت حتما براعم يمكنها أن تقلع كل مسامير الصدأ من عقول خربة ترشّفت عنجهية و صلفا و إجراما.
هذا الشّعب جدير بحياة كريمة. فالمحبة و البسمة و التوادد هي عطور ستنتشر حتما في كلّ أرجاء الوطن.