في خصوص عودة الارهابيين من بؤر النار والظلام .

Photo

كتب الصديق ابراهيم الوسلاتي في صفحته قولة قصيرة إلا انها معبئة بالانزعاج والقلق…
قال ...ما يؤرقني هو صمت الاحزاب السياسية تجاه موضوع عودة الارهابيين الى تونس..

فكتبت هذا التعليق :

لقد بدأت الاحزاب السياسية وقياداتها يفهمون ان اللعبة دولية. وعليهم ان يلتزموا بالقرارات الدولية القذرة منها خاصة والتي تفرض سرا بمقابل او دون مقابل على البلدان الفقيرة او ما يسمى بلدان العالم الثالث .
فالاستعمار القديم المتغير بأثواب مختلفة إلا ان الاصل باق بلا تغيير هو الذي يصنع الكارثة لإرباك الاخرين..واستخدامهم وتركيعهم ثم يتركهم يتخبطون في اشلاء الكارثة وافرازاتها ومصائبها ..ودمائها ..و امراضها .

عالم الحداثة والتطور هو الذي صنع القنبلة الذرية ثم بحث عن مكان يردم فيه زبالة القنبلة و بقاياها ونفاياتها لان نفايات القنبلة هي اخطر من نتائج الحرب الكلاسيكية مهما كانت ضراوتها ....ولم يجد الاستعمار غير البلدان الفقيرة لردم كل نفايات صناعة قنابله القذرة مقابل،، اربع فرنكات ،،..او مقابل الحماية حكامها والإبقاء عليهم في الحكم او الصمت الدولي تجاه جرائم هؤلاء الحكام ....وطبعا هم مجرمون.

الغرب هو الذي صنع حرب افغانستان وفتح ابواب افغانستان للمجاهدين بعشرات الالاف بدعوى الجهاد في سبيل نصرة الاسلام ورفع راية النبي محمد صلى الله عليه وسلم... وضرب الالحاد و انهاء الكفر المتمثل في شيوعية الاتحاد السوفياتي الذي كانت جل بلدان الغرب بقيادة امريكا تحاربه انتصارا للرأسمالية التي ترتعش من الفكر الاشتراكي ومن السياسات الشيوعية او سياسة الاتحاد السوفياتي …

وبعد ان اعلن الاتحاد السوفياتي هزيمته في بداية التسعينيات وحل الاتحاد وإنهاء علاقة روسيا بالشيوعية والانسحاب من افغانستان قام الغرب بإنهاء الحرب في افغانستان التي كانت تحت النفوذ السوفياتي وتنظيف هذا البلد الاسلامي الكبير الموغل في الفقر بسبب الحرب المدمرة المفروضة عليه من الاتحاد السوفياتي الذي يريده شيوعيا ..و الولايات المتحدة الامريكية التي تريده رأسماليا.....والحقيقة هي حرب بين القطبين الامريكي والسوفياتي ..ولا ناقة لأفغانستان في هذه الحرب ولا جمل انما هي ساحة قتال تجرب فيها القوتين اسلحتهم...وتظهران براعتهما في الحرب...تحضيرا لما يمكن ان يحدث يبنهما مستقبلا ..وطبعا دفعت افغانستان كلها مع شعبها ومازالت تدفع ثمن دمار كبير يصنعه الكبار لتحقيق اغراضهما الدنيئة.....

وتولى الغرب اعادة بقايا الحرب الافغانية الينا من الشباب الذين بقوا على قيد الحياة ولم يتمكنوا من الانضمام الى القاعدة التي اسسها اسامة بن لادن وساعدته فيه الولايات المتحدة عندما كانوا في حاجت اليه... او الذين عبروا عن عدم رغبتهم في الالتحاق به في اقاصي الجبال بأفغانستان..

وتونس طبعا تقبلت العائدين في عهد بن علي بلا ،،شوشرة ،،ما عليك إلا ان تقبل وتصمت.... ..مع العلم ان تونس كانت قد تركتهم يسافرون الى الحرب في افغانستان في عهد بورقيبة فلا اعترض بورقيبة على سفر الشباب الذي رغب في نصرة اسلامه ..ولا اعترض بن علي على عودة البقايا منهم ...فلا بورقيبة كان يملك القرار ولا بن علي ايضا ...فالجهاد اقرته امريكا والباكستان والسعودية بدعم من كامل الغرب لإنهاء الشيوعية في بلد مسلم كبير ..وارباك الشيوعية في الاتحاد السوفياتي فقد تسقط الشيوعية بهذه الحرب الباردة بين هذين القوتين ..هذين القطبين الكبيرين....

ببساطة بورقيبة وبن علي يفهمان..اين مصلحتهما. ...من اجل البقاء في الحكم فالمعروف ان اي حاكم في العالم الثالث رفع صوته ضد الظلم الدولي او ضد امريكا او ضد اسرائيل او عمل على تقوية شعبه بالعلم مع تقوية جانبه بجيش مهم ما هو مصيره ......مصدق في ايران و جمال عبد الناصر مصر وصدام حسين العراق وشيفاز فينيزويلا.....وغيرهم كثير.

ونعود الى موضوعنا لنقول ان الغرب بعد ان انهى القاعدة التي صنعها ...تولى تصنيع الدولة الاسلامية ،، داعش ،، قبل بضعة سنوات اثر انهيار القاعدة وقتل زعيمها اسامة بن لادن بهدف اضعاف العراق ..و وتدمير نظام الحكم في سوريا وإسكات اي بلد عربي او اسلامي يرفت عقيرته برجولة ما ..في الحرب او الفكر او العلم او السلاح..وذلك طبعا يفعله العالم القوي بظلمه لجعل اسرائيل وحدها في المنطقة الحاكمة بأمرها....

واليوم ها هو الغرب بقيادة امريكا ودعم اسرائيل يقرر انهاء داعش...ولذا على الحكام العرب وحكام البلدان الاسلامية التي خرج منها الشباب سواء كانوا من المغرر بهم او من الذين اختاروا الجهاد عن طواعية بعد ان تم غسل ادمغتهم وإفراغها من الفكر والعقل...... عليها ان تعلن انها تقبل بهؤلاء الارهابيين //ان تقبل بالنفايات.

فالغرب لا يقبل ان يدفن نفاياته في ارضه ... هذه هي حضارة الحداثة التي بشرت بها السيدة قرامي والسيدة السليني...وسي يوسف الصديق....وكل من صفق لهم ...حضارة النفايات والطحين والزطلة واللواط والسحاق......والجهاد بالمباركة الغربية ..والتأييد السعودي ... وللعلم ان افغان تونس التزموا مع بن علي بما لا نعرف وأصبحوا يشكلون ما سمي حزب،، التبليغ والدعوة.،، بشرط ان لا يهتموا بالسياسة وان لا يحاضروا في الجوامع والمساجد..وقيل انهم كانوا مدسوسين على الاسلاميين وخاصة النهضة....وقيل ايضا ان بعضهم تحول الى حزب انصار الشريعة ...وهذه المعلومات تبقى طي الكتمان الامني فلست من المحللين والمختصين في الحركات الاسلامية كما تعان جماعة الاكاذيب على بلاتوهاتنا الاذاعية و التلفزية وليست لي وقاحة الادعاء ..ولا صلف الكذابين ....فلست خبيرا ولا محللا ....
ولا اكتب إلا ما اعرفه.

ولذا اقول ..،، احبت تونس او رفضت جماعة اولئك الذين يؤيدون امريكا في كل شيء و يرفضون اي نوع من النضال ضد اسرائيل ويتظاهرون اليوم برفض عودة الارهابيين كذبا ونفاقا لأنهم يعرفون ان اعرافهم الامركان والصهاينة هم الذين صنعوا ارهاب داعش ..كما صنعوا اراهب القاعدة…وقبلها جهاد افغانستان… فكيف يرفضون ما صنعت ايدي اسيادهم……

انتظروا قليلا سترونهم يتهافتون على القبول بالنفايات الارهابية وبقايا الداعشيين ….لا لشيء إلا لأنهم يعرفون ان داعش وبقاياها هي صنيعة اسيادهم ……ولا احد منهم من حقه الرفض..وإلا سيرى نفسه يوما خارج اللعبة ..وهم غير مستعدين ليكونوا خارج مائدة الاكل ….

و ها ان واحدة منهم اسمها بشرى بلحاج حميدة قد ،، فصعت ،، بهم اي فصعت بالجماعة وبدأت تبشر بقبول عودتهم ….تماما كما بشر بهم السيد راشد الغنوشي في القيروان عندما قال ..اللحم اذا انتان ما يلزموا كان اماليه….،

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات