نتيجة المقال تؤكد على فصل من انسحاب امريكا لساحة الشرق الاوسط وأظن ان انتخاب ترامب للتركيز على الشأن الداخلي عوض الشؤون الخارجية للولايات المتحدة يأتي في هذا السياق من ادارة يشتغل الرئيس مجرد موظف في استراتيجية عامة تحددها مراكز البحوث بمختلف اختصاصاتها طبقا لتنوع مواضيعها .
ان امريكا فشلت مرتين في اعلا غاياتها المتمثلة في اسقاط وإنهاء التجربة التركية الاكثر تمثيلا للنجاح السياسي والاقتصادي بمرجعية بينت خواء وهراء الاتاتوركية والعسكرية .وانطلاقا من مرجعية حضارية يمثل الاسلام اساسها ومعيار قيمها وهو ما حولها الى مثال جاذب لبقية شعوب المنطقة المشتركة معها حضاريا وتعويضها بنموذج التشيع الاقرب مضمونا واسلوبا من المسيحية واليهودية.
الفشل الاول تمثل في ادخال تركيا في حرب مع روسيا بواسطة اسقاط طائرتها من عسكري تبين انه من جماعة غولن القابع في بنسلفانيا يخطط من هناك للاطاحة باردوغان والثانية انقلاب منتصف جويلية الذي انتهى الى نصر ساحق لاردوغان والشعب التركي الذي حمى دولته بصدوره العارية.
والنتيجة ان بوتين كما اردوعان اصبحا مهددين في كيانهما ونظامهما ومصادر قوتهما فلم يبق لهما إلا التحالف الفعلي ..ولذلك فان ايران التي ارادت ان تقضي من بوتين وطرا ثم تعلن التحالف مع الصهيونية المحلية والعالمية اذا ما سهلا لها استعمار الحرمين للقضاء على الارهاب المزعوم ..لم تعد تنفع فسلمها بوتين لمصيرها مع دولة كردية لم تعد تركيا حيز نشأتها كما حلم اوباما ذي الهوى الصفوي فربما يكون للأكراد كيانا يمتد من العراق حتى شمال ايران ..بما يخدم "هوى " اردوغان في انهاء المشكل الكردي اولا وبإنهاء اطماع ايران ثانيا .
انهاء اطماع ايران سيجعل الملك سلمان يلقي بكل اوراقه في حل تحالف اردوغان -بوتين خوفا من الاحتلال الايراني و"استقواءا" على قانون "جاستا" .
لكن السؤال الاهم ضمن هذه المتغيرات ..هل يمكن ان نسلم مع السيد هرست الاكثر منا دراية وقدرة على التحليل والاستنتاج ان امريكا ستلملم ادباشها وترحل الى معزلها الى ما وراء المحيط الهادي .وتترك ربيبتها ومدللتها اسرائيل الى مصيرها ضمن التحولات الجديدة ..
ربما يكون لها ذلك افضل واقل خسائر فلا ننسى ان الاتحاد السوفياتي اول دولة اعترفت بإسرائيل وان بوتين اهدى دبابة الاسد الاب الماسورة من اسرائيل والمهدية للسوفيات الى تل ابيب في عملية انتقال تاريخي مريب ..لكان بوتين يقول لإسرائيل ان معاضدة السوفيات لروسيا كان من باب الحماقة وما تسبب به من اسر للدبابة نعيده اليكم ..وسنكون رعاة لكم ومرعيين منكم …لكن حتى لو تم ذلك هل يمكن لأمريكا ان تخاطر بريادتها للعالم التي لا يمكن ات تتواصل من دون السيطرة على منابع الثروة في الشرق الاوسط
وهذا يفضي الى سؤال اهم …
هل تنجح الثورة في تغيير شكل العلاقة مع الامريكان او الروس من علاقة حماية وما تستلزمها من استغلال واستعباد الى علاقة ندية وما تفرضه من استقلال وتحرر وفاعلية .اظن ان ال سعود ينتقلون من خطا الى خطا في استبدال الحامي ..ولم يفهم سر الكرامة والعزة إلا اردوغان الذي نراه يقاتل عن نفسه ونيابة عن "الاعجاز العجز" كل قوى الغزو المحلي والدولي ..ورجلا يقاتل بكل هذه الشجاعة لا نراه إلا من المنتصرين ..خصوصا اوانه ملك قلوب الشعوب وآمالها.