إحتفلوا بالثورة ولا تخضعوا للحرب النفسية
نلاحظ في كل مناسبة للاحتفال بذكرى الثورة بروز تصرفات لا تاريخية وغير واعية تعتقد أن الثورة زر تضغط عليه فيأتي الرخاء و الرفاهة و التنمية والتشغيل وهؤلاء لا يفهمون ما معنى ثورة أو أن الثورة تقلقهم ولا تحقق طموحاتهم .... الثورة مسار طويل وهذا المسار فيه تقدم وتأخر وفيه جوانب إيجابية وجوانب سلبية والجوانب السلبية مرتبطة بقوى الجذب للوراء التي لا مصلحة لها في نجاح الثورة.
مقارنة بالطموحات والآمال المعلقة يمكن إعتبار أن الانجازات أقل بكثير من المأمول و أقتصرت على الجانب الاعلامي والسياسي حيث أن حرية التفكير والتعبير غير مسبوقة في تونس رغم تعسف البعض في إستعمالها ومن الناحية السياسية فلاول مرة ينتخب التونسيون بطريقة حرة ونزيهة وشفافة و انتظارات تونس الكبرى هي : التنمية والتشغيل و إصلاح التعليم وهذه تتطلب عزما وصبرا وثباتا لأن الدولة العميقة والادارة العميقة الحالية غير مؤهلة لقيادة وإنجاح الثورة بطبيعة بنيتها التجمعية والمرتبطة بالنظام السابق
من جانب آخر ومقارنة ببلدان الثورات العربية مصر ليبيا اليمن سوريا فان تونس نجحت و في مراتب متقدمة من الانتقال السياسي والمجتمع المدني والسياسي التونسي رغم الهفوات هو مجتمع واعي وذكي وتجنب في كثير من المحطات الصدام والفوضى وذلك ناتج عن إنسجام في النسيج الاجتماعي التونسي ( لا مذهبية لا طائفية لا عرقية عربية بربرية إلخ).
أهداف الثورة التي لم تنجز :
إن أهم هدف من أهداف الثورة الذي يجب أن نرسخه في الشعور الجماعي هو الايمان بالثورة وبنجاحها والابتعاد عن خيبات الامل والاحباط لان الشعور باليأس والاحباط يضرب الثورة في مقتل و لترسيخ وتثبيت الامل لا بد من تثمين الانجازات حتى الانجازات الصغرى لان التراكم هو الذي يعطي قيمة وزخما لللثورة ولا يجب إحتقار أي شيء من الانجازات ...التونسيون ومنذ 6 سنوات تحت القصف العشوائي لقوى كارهة ومضادة للثورة وذلك بهدف بث اليأس والاحباط والحرب النفسية على أشدها في كل ذكرى للثورة لتبئيسها وليست ثورة البرويطة بل ثورة الحرية والكراهة ....إستجلاب لصوص البلاد على الشاشات وتبييضهم جزء من الحرب النفسية.
العراقيل :
1- معركة المؤسسات ( مؤسسات الثورة و مؤسسات النظام القديم ( القضاء مثالا ... القضاء هو ضمانة للعدل وللاستقرار وللتنمية كذلك .... مؤسسة الاعلام العمومي كذلك في صراع كبير لم يحسم بين المنظومتين .
2- الرؤية الاقتصادية .... التنمية يجب أن تصل الى المناطق الداخلية المحرومة والاقل تنمية بدل الاكتفاء بالمناطق السياحية ...الراسمال جبان ولا يريد المخاطرة ومازال يحافظ على نفس التقاليد القديمة.
3- تشتت الطبقة السياسية وغلبة النفعية والمدى القصير على تحركاتهم فهي أحزاب مواعيد إنتخابية وليست أحزاب مشاريع مستقبلية.
4- التضخم اللغوي وهو الكلام الكبير الذي لا يقابله فعل والاعتماد على البلاتوهات التلفزية واجتماعات الصالونات بدل العمل الميداني والالتحام بالناس.
5- تدخلات خارجية وتدخلات السفارات في إتجاه بحث عن نفوذ داخل تونس ومن هنا صراع مشاريع ( منع الصين من الاستثمار في تونس).
6- صراع لوبيات خفية تحرك الاحتجاجات و المظاهرات وتعطل الانتاج ط بترول إلخ.
7-تناقض خطاب الحكومة بين التقشف والتبذير والتقشف لا يجب أن يتم على حساب الفقراء.