غياب ثقافة الآخر

Photo

نعيش في بلد يعتقد فيه كلّ فرد أنّه يدير عجلة الكون بمفرده. و لولا ذلك المجهود لما سارت الدّنيا إلى الأمام.

نعيش في بلد يعتقد فيه كل فرد أنّه يوقف دوران عجلة الكون بمفرده، و لولا ذلك المجهود لما توقّفت الدّنيا و عادت إلى الوراء طيّعة ذلولة.

لعلّ هاذين الخصمين لم يعترفا لكوبرنيكس بحتمية دوران الكون و تجدّده، و يمكن أن يكون العداء ناتج عن إهمالهما لدفع سيزيف الصخرة إلى الأعلى.

الثّابت أننا في مرمى سهام التقهقر و التلاشي. فالفقر لا يمكن القضاء عليه مرّة بإخفائه عن العيون أو بالعرض الفرجوي المأساوي.

نحن نعيش غياب ثقافة الاخر بالكلمة الجارحة و بالاتهام الفاضح و الفرجة الفالتة من كل ضوابط التعايش السّلمي.

سنبقى في مدّ و جزر مالم نعلم أنّ الكون يتحرّك بنا أو دوننا. فقط المتخلّفون و المهرولون سيكونون من ضحاياه. و أمّا السّائرون في دربه سيرحلون إلى مدن أكثر أمنا و حرّية.

يقولون عنهم

إعلام الحثالات، الفزاعات، المراحيض، الصبايحية….

هم عن أنفسهم

واصلوا السّب و الشتم و الإقذاع. فكلّ ما تخترعونه من مفردات التهكم و السّخرية سيعاد لكم في برامج ومواقف تجعل أبناءكم يحفظونها و يردّدونها. و تزداد أرباحنا من المال العميم من شكواكم الدّائمة.

فمن هو الخاسر؟

خسرتم المال و جيل نربّيه على تفاصيل الانهزام و الدونية و الحقرة. و حبّ الفرار من وطنه و الوجود.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات