"اليهود حاشاكم"..

Photo

اليهود حاشاكم"... "يهودي حاشا دين الإسلام"... "ألف يهودي ولا مصمودي"... "اللطف كأنه يهودي"... "بورقيبة أصله يهودي" (للإستنقاص من قيمته…)

جمل مُتداولة ومعانٍ جميعنا يستبطنها نُجهرها أحيانا ونُسرّها أحيانا أخرى ... نوظّفها للتعبير عن تصنيفات داخل المُجتمع: مُسلم/يهودي. شيعي/ سني، عبيد/أحرار، بلدي/آفاقي، ذكر/أنثى، حداثي/مُحافظ ... خوانجي/تقدّمي …

التفاعلات الغاضبة من مقول النائبة أغلبها "تَنَافُقْ" في سياق "التوافق" وتسييس للمقول الشعبي وتوظيف لظاهرة السلع الرديئة (المهرّبة( التي غمرت سوق السياسة اللاّنظامي…

لكن يبقى السؤال كيف بُنِيَتْ هذه "الثانائيات" داخل المجتمع التونسي فأنتجت هذه التحيّزات (دينية وجنسية وجهوية ومرجعية...)؟ المعالجة العقلانية والموضوعية لمثل هذه الظواهر وفهم المُحرّكات والدوافع الواقعية )تاريخية وسياسية وعقدية...) قد تدفع نحو تفكيكها والتقليص من هيمنتها المزدوجة على "خطابنا" وعلى "فعلنا" ... فنتحوّل من لحظة التفاعل الوجداني الغاضب (المُنافق/المتوافق) إلى لحظة التأسيس لتفاعلات وروابط تغمرها القيم الإنسانية التي حولها إجماع كوني : المساوات والعدالة والتسامح والتعايش السلمي واحترام الآخر (المُغاير.)

التوافق دون تأسيس نظري يتحوّل إلى تنافق إجتماعي وسياسي… الحداثة دون عقلانية تتحوّل إلى دغمائية !!!

الديمقراطية المبنية على التنافق والدغمائية تنهار عند أوّل إختبار حقيقي.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات