ذكرى دستور 27 جانفي..

Photo

انتظرت ما هم فاعلون في الذكرى الثالثة لإعلان الدستور التي قرروا أن لا يحيوها، كما لو أنه من الأحداث التافهة أو حتى السيئة. فما الذي وقع طيلة يوم 27 جانفي 2017 في علاقة بمجلس نواب الشعب الموقر؟

لم تجتمع لجان المجلس ولا انعقدت جلسة عامة. وكل ما هناك أن رئيس المجلس اجتمع مع لجنة القيادة (؟) حول مشروع التوأمة بين مجلس نواب الشعب والبرلمانين الفرنسي والايطالي (كذا)، ثم كتب برقية تهنئة. ونائبه استقبل وفدا برلمانيا سودانيا. وزار وفد نيابي مركز ؟؟؟… هذا كل نشاطهم جملة وتفصيلا.

لم يبلغني أن واحدا من البرلمانيين احتج على عدم إحياء الذكرى، لا من الذين كتبوا الدستور ولا من الذين كتب في غيابهم.في توضيح تام لمكانة هذا الدستور لدى هؤلاء وأولئك. واضح تماما وكأن هناك وحدة وطنية صماء حتمت عليهم موقفا واحدا موحدا. انضباط حزبي أو أوامر عليا، لم يحد عنها أحد.

سبق أن رأيناهم قد اختلفوا حول كل شيء إلا هذه المرة فهم قبضة واحدة. أحزابهم، في أغلبها الغالب لم يصدر عنها حتى مجرد بيان حول الذكرى. . فما بالك بالحزب الحاكم بأمره، المحتكر لدوائر السلطة الثلاث.

هؤلاء، أكيد أن الدستور لا يعنيهم، فلماذا يحتفلون به ؟ وإلا كيف يعنيهم وقد جاء بالحريات وبالحقوق، وهم أعداؤها العضويون؟ كيف يحيون ذكرى الدستور الذي كان أهم مخرجات الثورة التي ذهبت بعزهم وبامتيازاتهم؟ كيف يحتفلون بدستور عوّض دستورهم الذي وضعوه على مقاسهم؟ كيف يحتفلون بدستور وهم يعلنون بين الفينة والأخرى ضرورة تعديله ولم يسعوا إلى تطبيقه؟ بل العجب كل العجب أن يحتفلوا بهذا الدستور أو إحياء ذكراه. فقرروا أن لا يحتفلوا، وكان لهم ما قرروا.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات