التجمُّع المّفَرَّق

Photo

فشل الأحزاب المشتقّة من الحزب الحاكم القديم المنحلّ في الاستقرار و التوحّد و اجتناب الانشقاقات و الانقسامات و الصّراعات الدّاخليّة لا يعكس أزمة برامج أو توافقات أو نزاعا بين زعامات استوت رؤوسها بل يعبّر عن حقيقة حزب المنظومة القديمة الذي فقد رصيده الأخلاقي والنضالي السياسي منذ أن تحوّل من حزب قاد حركة التحرير الوطني و تأسيس دولة الاستقلال إلى مليشيا في خدمة زعيم فرد و بطانة محيطة ،

حيث ارتكب الحزب المليشيا من أجل هده المهامّ غير السياسيّة كلّ أشكال الانتهاكات في حقّ فئات واسعة من الشعب ، لا تزال آثارها ماثلة إلى اليوم ، وفقد بذلك هذا الحزب هويته السياسيّة و اكتسب هويّة جديدة يتداخل فيها الأمني و الغنائمي و الأداتي حيث وقع توظيفه لاحتكار السلطة و الانفراد بها و تأبيدها و قمع الشّعب و حصاره ،

كلّ هذه السياقات و الملابسات تجعل من المستحيل على منظوري هذا الحزب الذين تطبّعوا بثقافة الحزب الحاكم التسلّطي الشمولي الكلياني أن ينتظموا من جديد في شكل حزب مدني عصري يمارس العمل السياسي الدّيمقراطي خارج ثقافة التجييش المليشيوي و التنفّع و الارتزاق و تقاسم الغنائم و تلقّي التعليمات و الأوامر المملاة من فوق ،

ستبقى مشتقّات هذا الحزب المنحلّ في حاجة لسند الدّولة لوجستيا و ماديا و لسرديّات المؤامرة و الفتنة لتجديد الشرعيّة و استمداد القوّة توفير و شروط البقاء ، أمّا البرامج و الرّؤى و الحلول التي تُصلح ما أفسدوه سابقا فتحتاج الكثير من النقد الذّاتي و الشجاعة في المراجعات و تجديد الثقافة و الوعي و الانخراط الفعلي الصّادق في المسار الوطني الجديد بشروط الثّورة وتحت سقف الدّستور.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات