صعدت الحافلة، فرأيت وجها أخبرتني أسارير وجهه أنني أعرفه. لم يبخل عليّ بعناق جعل رقبتي تتطاول احتراما له. فرحت برؤيته، ولولا تعطّل جهاز الذّاكرة اللعين في مدّي باسمه أو على الأقل بالمنطقة التي رأيته فيها لآزددت تعلّقا به.
ابتعد قليلا، وقال لي: هل نسيت تلميذك المشاكس؟ أنا مصباح. لقد كنت تقول لي اسمك يضيئ الكون. في تلك اللحظة عادت عجلة التاريخ إلى 40سنة في دشرة من الدّشر النّائية. فعلا كانت أوّل سنة أدرّس، و تعلّمت من حصص التّكوين: أن أغيّر عالم الأطفال.
كانت الأسماء غاية في الغرابة و العجيب، و كنت مجبرا على مناداتهم كلّ صباح و أثناء الدّرس.
و كنت أحاول دائما أن أجد علامة مضيئة في الأسماء. فكان مصباح أوّل تلميذ أجد له ذلك التفسير الّذي راقه و أعجبه.
- كيف حالك سيّدي؟
- بخير
- لقد واصلت دراستي إلى ان أصبحت مهندسا في شركة الكهرباء.
- هذا خبر مفرح
- أنا أشتغل في مشروع ليصبح اسمي يطابق ما كنت تقوله عنّي. و الشّمس سيّدي هي الطّريق إلى ذلك كي يصبح ليلنا شبيها بنهارنا.
شكرته على تقديره لي؛ ولكنه قال لي: سيّدي لماذا أخفيت عني اسمي الحقيقي" ضو"؟ و أصررت على كتابته أمام أصدقائي " مصباح". لم أجد إجابة مقنعة فالأمر يحتاج حرثا في ذاكرة خرّبها سنوات التعليم المضنية. ودّعته على أمل ان يفهم أنّ الإنسان بعمله و ليس باسمه أو أهله.
في الطّريق تذكّرت لماذا غيّرت له اسمه الأصلي أمام أصدقائه؟ كان الاسم "الضو" يعني الضّياء و لكن الدّارجة الهجينة حوّلته إلى اسم دون معنى.
صحفوتجي الإعلام
عندما تستمع إلى صحفوتجي إعلامي تشعر أنّه صاحب قضية و البلد ينتظر بخّارة" أفكاره ليتنوّر.
بل يناقش من موقع الشّرس و من جحر الأفعى و من قنّ الدّجاج فيخرج عـفـن تحليله و سقط سفالته في الميل إلى طرف دون طرف.
هؤلاء الأوباش البشرية هم ساس الفساد و الإفساد. فإذا درس في الإعلام عن الحياد فإنهم لم يفسّروا له أنّ يبقى كالقطار. و لا يعنكّش رأسه لليسار فينكسر أو يتشعبط لليمين فترصيلو في بودفّة.