قالها بنبرة شجن حزين. لقد وقع لي انهيار عصبي.أشعر باليأس . ألم كبير يهصرني .صمت المربّي الفاضل، ثم واصل:
تعبت من هؤلاء التلاميذ الوقحين.
تعبت من الوسخ الموجود في كل ناحية.
تعبت من الهرج أثناء الدّراسة.
تعبت من الخربشات القبيحة على الجدران.
تعبت لأنني لا أشعر أنني أربّي و أعلمّ. أنا أتعب من أجل أن أكون موجودا. للأسف ، غير قادر على فعل أي شيء.
آه......كم أودّ أن أر المدرسة:
تلاميذها مهذّبون لطفاء محبّون للنهل من المعرفة. فأدخل قاعة نظيفة و أعيش متعة نقل المعرفة و أجد رائختها تينع في أذهان أبنائي المتعلّمين. هذا ما أطلبه.
لسائل أن يسأل:
لماذا المدرسة العمومية تحوّلت إلى مكان ليس صديقا للحياة الرّاقية؟
متى يتحرّك المسؤولون الجامدون وراء مكتاب نظيفة مكيفة كي يراقبوا الأوساخ المنتشرة في القاعات و السّاحات و الرّسوم المسيئة على الجدران ...؟ متى تصبح بيئة التعلّم مساعدة على الرفاه التعليمي؟ كذب كذب و يحدّثك عن مدرسة صديقة.
متى يصبح الطّرف الاجتماعي يهتم بتحسين ظروف العمل في المدارس، و يسعى إلى تقديم مشاريع قوانين تجعل من نظافة القاعات و مقاومة الأفات الأخلاقية و السلوكية و المخدّرات أولوية مطلقة كي لا نخسر ذلك الرّأسمال المعرفي و التعليمي؟
يبدو أنّ اللامبالاة و اللامسؤولية و غياب الوازع الوطني وراء تهديم أسس المدرسة العمومية.
وهل قدر المدرّس الأصيل أن يعيش في جحيم العفن و سوء الأخلاق و انعدام التواصل الايجابي مع المتعلّمين؟