أهل التّبرير

Photo

من بين الأسباب التي تدفعك إلى عدم التحزّب و رهن إرادتك و ضميرك الحرّ لحزب من الأحزاب هو اضطرارك بشكل إرادي أو غير إرادي إلى تبرير توجّهات ذلك الحزب و تصريحات رموزه و الدّفاع عنها حتّى و إن كانت غير منطقيّة و لم تكن تعبّر عن قناعتك ،

تضطرّ للدّفاع من باب الولاء الأيديولوجي أو الحفاظ على موقع أو مغنم أو حظوة ، قلّة قليلة من أولي العزم من أهل الفكر و الثّقافة خالفوا أحزابهم و عارضوا سياساتِها أو قراراتِها و انتقدوا رموزها عندما حادوا عن الصّواب.

اليوم يخطئ رئيس الدّولة و الخطأ في حقّه و في حقّ غيره من المسؤولين وارد خاصّة في مرحلة تأسيس جَديد ، خطأ في تجاوز الصلاحيات الدستوريّة يقتضي التوضيح والترشيد دون مزايدات و تصفية حساب،

لكن عددا من مثقفي و مثقفات التبرير أبوا إلا التعسّف و التكلّف في تبرير ما لا يُبَرَّر بشكل بدوا فيه في صورة كاريكاتوريّة لا تليق بما كانوا عليه زمن مناهضة الدّكتاتوريّة من نقد و إدانة لنفس السّلوك السياسي الذي بدر منهم بعد الثّورة عندما أصبحوا في موقع الدّولة ،

لذلك يُفترض أنّ من يفتقد لشجاعة الانسجام و المصداقيّة أن لا يضع نفسه في موضع الاختبار،

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات