بداية العهد الجديد ... و تنفيذ الوعيد …
حين أغلقوا المعابر …
في أرض غزّة ...
فتحت المخابر ...
بين أنفاق و مقابر ...
و مصانع لبذور النّصر ...
و حبّات الحياة
تتوثّب تتجمّع
كائنات ...
حياة تركب حياة ...
و من فوقها تسيل ...
دماء الطّواهر ...
زكيّات ...
بردا و سلاما ساقيات ...
فتتّسع الأرض من ضيق ...
و تزهر جنّات و جنّات ...
و الموت من حولها ...
يحتمل زبدا رابيا ...
و يصيب العسكر ...
من أشباه الرّجال ...
و مشاة الأموات ...
و وجوه العبيد ...
مسودّات ...
و شياطين الإنس ...
من بندر و حفتر ...
و دحلان و خلفان ...
و أجناس السّيسيّات ...
في كيدها تسحق ...
و بين أصابع الباطل تزهق ...
و تسيل من قطران ...
قطرات ... قطرات …
****
لمي مفتاح الأمل …
خوفي على ألمي
أن يضيع ...
بين ماضي الوجع
و متاهات السّبل
و اليأس الفظيع ...
كنت أحرسه ...
من التّيه ...
و من الضّياع
إذا حضر ...
و ممّا هو آت
سريع ...
ألمي حيّ يقض ...
و غنيّ إشتراني
و لا يبيع ...
يُوقيني زيف الورى
و سراب الهوى
و سحل الملل …
و يُعلّمني الرّضاء
إذا حلّ القضاء
ثمّ أرتحل …
و يسقي من دمعي
بذور الرّجاء
و فروع الأمل …
****
إن لم نستطع ملء أيّ شيء
سوى الغياب …
فليس معنى ذلك
أنّ الفراغ حقيقة …
لا و ألف لا …
فالفراغ مثل السّراب …
ليس له حقيقة
سوى حقيقة الوهم …
لدى الغياب …
و ليس عند الوعي شكّ
بأنّ الله الواجد
الآمر للعدم
ببعث الحقيقة
و الوجود …
النّاهي للغياب
بالكفّ عن الجحود …
فاللّه تعالى إن أراد شيئا
يقول له كن …:
فيكون حاضرا
بلا غياب …
و لا غياب للموجود …
فمن غاب كان كافرا …
و من كفر فقد خاب …
****
المعركة اليوم في تونس ليست بين العلماني و الإسلامي و لا بين اليساري و اليميني و لا بين الحداثي و المحافظ … المعركة اليوم هي معركة بين العاهر و الشّريف … و هي معركة بقاء , أخلاقيّة بالأساس و واحدة من حرب وجود …
****
الصّبر على المكاره و المظالم يجب أن لا يتحوّل إلى يأس مقنّع بحجّة الإنتظار … فلا إنتظار في محطّة مهجورة لقطار لن يأتي لأنّ المتنفّذين غيّروا وجهته و أستبطنوا له مستعملين جدد فأستوطنوا الموجة …
****
يخافون عليهم من موت الحقّ … و هو منهم براء
و موت الباطل يسكنهم … و يحملونه إلى حيثما حلّوا …
****
أنا المنسيّ
بين أروقة التّواصل …
رغم ما قيل زمانا …
أنني شاعر …
واصل …
و ما أدّعيت يوما …
أنّ لي باعا …
و لا شأنا في القول…
و لا نقاطا
و لا فواصل …
و لا في المجال
أصولا …
و لا في الدّروب
قناصل …
لا أدّعي غير
أنّي غريب …
تتعقّبني المقاصل …
أبحث عن مرايا …
تلملم شعثي
المتواصل …
****
عندما إختاروا يوم سبعة من الشّهر الحادي عشر ليس لأنّ يوم ثمانة كان مخطّط فيه لإنقلاب أعدّه الإسلاميّون و إنّما لمعنى اللّانهاية فيه و رمزيّة المدد ظنّا منهم أنّ ذلك كان كافيا لحكم دائم و هم من هم ممّن دأب على عقيدة الشّرك و التّبرّك بالعجل و ظنّي أنّهم من ورثة السّامريّ … و لكن عاد موسى و نسف العجل و تاه السّامريّ و من معه في الصحراء أربعين سنة لم يدركهم فيها غير آل صهيون من آل سهود …