إقالة البريكي لها علاقة بأزمة وزارة التربية. اختارت الحكومة الانحياز لاختيار شق حزبي ينتمي له وزير التربية. لكن هذا الاختيار خاطئ تماما وخطير على البلاد كلها.
من يشمت في البريكي لأنه "وطد" أو لأنّه ينتمي للاتحاد يسقط في منطق التصويت الناجع ومنطق قطع الطريق. البلاد فعلا على كف عفريت ولا بد أن يساعد أصحاب العقول شعبهم على توضيح الرؤيا قبل فوات الأوان:
أزمة وزارة التربية ليست صراع شخصي بين اليعقوبي وجلول ولا هي صراع بين أساتذة ووزير أهانهم أو ضرب مصلحتهم ولا هي صراع بعيد عن مصلحة التلاميذ.
أزمة وزارة التربية هي أن شخصا ما على رأس الوزارة ليس في مكانه ولا هو بالكفء لمواصلة قيادتها ووجوده على رأس الوزارة يشكل خطرا كبيرا جدا على التلاميذ بالذات وعلى جيل كامل.
الإجراء الذي اتخذه جلول أمس في خصوص النقابيين الملحقين والذين يتمتعون برواتبهم وهم في تفرّغ للعمل النقابي هو سبب الخلاف بين البريكي والحكومة. وهذا القرار الذي اتخذه جلول مغامرة غير محسوبة العواقب. وهو وشقّه لم يتورعوا عن استعمال هذا الامر لغايات حزبية تمثل خطرا على البلاد ككل.
والتفرغ للعمل النقابي هو اختيار وطني منذ زمن بعيد. وهو مقنّن وهو ثابت من ثوابت العمل النقابي والسياسي لم يتجرّأ أحد على المساس به حتى في قمة الازمة بين الاتحاد والحكومة وبورقيبة نفسه عام 1978.
اليوم هناك من الناس من يلعب بالنار.
الاتحاد ليس ملكا لأحد غير عموم الشعب التونسي الكريم. موازين القوى فيه لا يجب أن تكون سببا لمعاداته.
بدون الاتحاد كنا انزلقنا منذ سنوات إلى ما لا يحمد عقباه.
وزارة الوظيفة العمومية وزارة تغير اسمها عديد المرات ومرّ عليها سياسيون نزهاء حين اطلاعهم عن الملفات عن قرب كانت النهاية نفسها التي نعيشها.