تابعتُ مقتطفات الحوار على الفايسبوك ... ولا أدري إن كان السيّد نقيب الفنّانين قد فهم تعليق محاوره حول الانجازات المسمومة و الملغومة للرّئيس الفارّ من خلال مثال " الجسر الذي يمكن أن يكون أحد أركانه قبرا لجثّة سجين سياسي قتل تحت التّعذيب " و ذلك في إطار الإحالة على ما أشيع عن دفن الشّهيد كمال مطماطي في ركن أحد الجسور ،
فكان ردّ السيّد النّقيب المستأمن على الفنّ و الفنّانين : " ابنوا لي بيت خلاء فيه جثّة " !!!
بما يعني ضمنا أهميّة الانجازات الماديّة مهما كان وضع حقوق الإنسان ،
رغم ما في ذلك الردّ السّاخر من إهانة للشّهيد و مشاعر أهله بوضعه في مكان لقضاء الحاجة البشريّة ، نريد أن نسأل النقيب الفنّان صاحب رائعة أصحاب الكلمة " مشايخ دوّارنا فيهم الفكر يحير " :
ماذا لو تعلّق الأمر بابنه أو أخيه ؟
هل كان يقبل مثلا بتعذيب ابنه أو أخيه ظلما و عدوانا حتّى الموت و دفنه في ركن من جسر أو في جدار بيت خلاء ؟
لماذا يضع الفنّان نفسه في مواقف دون مرتبة الانتماء الإنساني فما بالك بالانتماء إلى الفنّ الحامل لرسالة القيم السّامية و الجمال و الحريّة .
لعلّ هذا الموقف الدراماتيكي المحزن صورة معبّرة عن أوضاع بعض أهل الفنّ الذين ألهاهم التكاثر المحموم في الانجازات الماديّة الشخصيّة على حساب المعاني و القيم الإنسانيّة.