أين ذلك "الكوميدي" كي يُعري علينا "جثمانه" النحيل و يصرخ بقلصونه الأخضر : "ها حكومة وخيتي "؟ أين أمينة كي تعري عليهم "ثدييها" الناهدين بلا لبن ؟ أين الموجوعة المفجوعة كي تندب مستقبل بنتها "كنزة" خوفا عليها من "الظلاميين" ؟ أين حمزة كي يحسب قوارير "الدجين" التي يستمتع بها "تيشوس" على "كنتوار ليلى" في قصر الضاحية ؟
أين نعمان كي يطبخ لهم أرزا بالفاكهة الطازجة؟ أين شعراؤهم كي يقولوا لهم:" نحن في مارس و هم في جمادى الثانية" ؟ أين من يصنف دمهم في السواد و يجعل دمه في الحمرة القانية؟ أين من يهاجم الولاية بأولاد المساكين كي يضربهم رشهم ليقول لهم أيودة "ديغاج"؟ أين الراقصون على دم الابرياء ؟ أين مشعلو عجلات المطاط؟ أين الاستخ(ق)صائيون كي يسربوا وثائق السراق؟ ....اين أنتم يا أولاد ...العائدة …
شق المنظومة العائد في ازمة حكم حقيقية اخلاقيا و اجرائيا و كاريزماتيا ..لكن بعض الخائفين من انهيار هذا الشق يبرر خوفه بمنطق شد مشومك ..الخائفون نوعان ..الحليف النهضاوي خائف من سقوط الشق السبسي لأنه يرى في البديل المنتظر مجموع الشقوق الاخرى المعادية لوجود النهضة في الحكم من شقوق مرزوق و حلفائه او من الجبهة …
النوع الثاني من الخائفين بعض من يعلنون توجسهم على مصير الديمقراطية و امكانية ان يكون البديل ،،سيسي مصراوي،، كما كتب بشكل مفاجئ ذات يوم الاعلامي برهان بسيس رغم انه كان منذ ايام من انصار ،،مستبد منير،، يأتي على فرس اسود لإنقاذ البلاد .
هناك خائفون ايضا من انواع اخرى يدركون جيدا ان القديمة لن تنتج إلا مهزلة اكبر من شق الفضيحة الحاكمة حاليا ..هل اصبحنا مخيرين بين الكوليرا القائمة و الطاعون المتربص فنختار السيئ تجنبا للأبشع .؟؟؟؟..
انه فعلا وضع مفزع …عاش النموذج التونسي ..اتذكر سعيد ابي النحس المتشائل لاميل حبيبي حين يعلن عبقريته في الامل العبثي ..اذا فقدت عينك فاحمد الله ان كانت لك عين..ارضى بالموخر خير ما يجيك المزروب ..و ارضى بتونس سبعة لا تجيك الحوار هههه…