في اختتام مهزلة السخافة العربية بصفاقس اقر وزير الشؤون الثقافية بتعثر التظاهرة كتعبير لطيف عن اقراره بفشلها ..لكن الغريب انه برر ،،الفشل،، بعاملين اساسيين ..
اولهما غياب البنية التحتية بالمدينة و هذا ليس اختراعا للعجلة فالجميع يعلم ان كل مدننا الكبرى بما فيها العاصمة لا تملك من تجهيزات ثقافية غير ما ورثناه من مسارح عن القرطاجنيين و الرومان و قصبات الحفصيين و الاغالبة و احواش و منازل العائلة الحسينية التي تحولت الى فضاء للتظاهرات الى جانب مسرحين بلديين في تونس و صفاقس يخضعان الان الى عمليات ترميم طالت و لن تنتهي .
اما العامل الثاني الذي اهان به الوزير اهل صفاقس فهو ما اسماه بانعدام الكفاءات البشرية و لا شك ان الوزراء الاربعة الذين تداولوا على التظاهرة لم يبحثوا عن الكفاءات إلا بين لوبيات و عرابنية و نخب المنظومة القديمة البائدة التي اتحفتنا على امتداد ست سنوات من الثورة بنوعية طبقتها السياسية و الاعلامية و الثقافية المسيطرة على مفاتيح ،،المخزن،، منذ عقدين او يزيد ..
بطبيعة الحال لن يجد الوزير كفاءات بشرية وهو لا يفعل غير ان يرسكل البقايا و يدور نخب قديمة استنفذت اغراضها بشيوخها و ،،فروخها،، المتسلقة اما ان يتهم صفاقس بانعدام الكفاءات البشرية فيها فهذه اهانة لن تحرك شيئا من ،،شهامة،، الاكلين من كل القصاع دون ان يثيرهم الهمز و اللمز في كرامتهم المنعدمة اصلا فقد امتلأت كروشهم من مآدب الذل…