لست متفاجئا بحجم فرح من غبنهم التاريخ الرسمي بالاستماع الى ما يرونه حقيقة مطمورة فهذا فرح مشروع يتعقلن شيئا فشيئا بالتنسيب و التسويات التي يؤصلها المؤرخون الاكاديميون دراسة و تحقيقا في الروايات الشفوية و الوثائق .
ما يصدمني فعلا هو تحامل اتباع ،،التاريخ المنتصر،، على شهادات المقاومين و هيئة الحقيقة و الكرامة في توتر واضح لا يبدو فيه اي استعداد للتنازل على قدر من الزيف الذي دام بلا تنسيب موضوعي اكثر من خمسة عقود رغم ما سببه هذا الزيف المفروض من تصدع في ،،الوطنية التونسية،، التي استولى عليها جناح واحد .
اصدار الاحكام المطلقة بان ما سمعناه كذب او مثير للاحتراب هو استهتار و عناد و استمرار في غي ،،الوسم،، و جريمة الاتهام دون استعداد لمراجعات وطنية ترمم الذاكرة الوطنية الجريحة.
في كل انتقال جذري تتبلور السردية الجديدة بشكل مقابل تماما للسردية القديمة ليكون اعلان الجديد مسكونا بكل حماسة الثأر النفسي من التغييب القسري الذي مارسه عليه القديم .و هنا بالضبط يتقدم المجهود العلمي للمؤرخين و المثقفين ليرفد المجهود الوطني في رتق تصدعات ،،الوطنية،، و تسوية الشوكات المتقابلة .
لكن ان يتمترس انصار القديم في عنادهم العبثي و ان يكون ،،علماؤه،، و ،،سياسيوه،، مرة اخرى في منصة الاصرار على ،،الزهايمر،، الوطني فهذه هي الفتنة الحقيقية التي لا تبقي و لا تذر.