عاشق الكلب

Photo

استيقظ على صراخ زوجته تعلمه أنّ وزيره يريد مقابلته. تفاجأ بزيارة الصّباح. ربّما طرأ أمر خطيرعلى المملكة. كره هذا الشّعب المكثر من الطلبات و الاحتجاجات.

وضع جورب ساقه اليسرى في رأسه، و لبس ساق سرواله اليمنى و ربط الأخرى عليها. تذكّر أنّه يلبس نظّارة؛و لكنه نسي أين وضعها. تلمّس صدره فوجده عاريا. نزع ستارا بجانبه، و لفّ نصفه العلوي به.

مشى خطوتين، و نظر في المرآة. طالعه شخص غريب الأطوار. لم يعرف نفسه، هل هو ملك الملوك و قاهر الزمان؟ أم مسخ في صورة جان، تنفّس وفهم أنّ أعداءه هم من وضعوا له خيال شخص غريب كي يضيع منه العقل و الرجحان.

نزل وهو يفكّر لماذا جاء " هالبهيم" في الصّباح الباكر. كان يلقّب جميع معاونيه بمسميّات الحيوانات. فالضبع للمهمّات القذرة، و الخنزير لأعمال الخير.

لمّا وصل إلى الرّدهة لم يستطع الوزير إلاّ أن يقهقه بأعلى صوته. لم يسأله. لم يستفسر منه. لم يقبل اعتذار وزيره. فقط تذكّر أنّه نسي كلبه في الخزانة. صعد السّلم في سرعة البرق. فتح باب الخزانة. لم يجد الكلب.

صاح بأعلى صوته: أرجعوا لي الكلب سأخرج جميع المسجونين.

لحق به وزيره، فقال له: جئت لكي تعلمني بسرقة الكلب. أعرف أنّهم يدركون عشقي لكلبي. يا وزير افعل ما يطلبونه منك. لا تفاوض و لا تعتذر و لا تسوّف. أعطهم كلّ المملكة حتى زوجتي ليأخذوها فوق الحساب. أرجعوا لي كلبي.

فهم الوزير أنّ الملك قد جنّ، و قال في نفسه: هي فرصة كي يصفح عنّي الشّعب بعد سوء العذاب الّذي مسّهم. و خرج و هو يصرخ : يا أهل المملكة ملككم يهوى الكلاب دون البشر فلا خير فيكم و لا خير فيمن يرضى بحكم الكلاب سائر الزّمن.

هل من مزيد؟

يا بلدا أحرارك كلّ يوم يلــقّــنون كلاب النباح الإعلامي دروسا في الولاء للوطن دون سقط البشر.

الجم تلك المدينة البونيقية كانت حصن الكاهنة وهي بلاد الفتح الإسلامي منذ القرن الثامن ميلادي قدّمت ملحمة المواطنة الحرّة.

أبناء الجم أبدعوا طريقة في التّصدّي لكلّ ما يمكن أن يكون مصدرا للقلق و الفزع.

أبناء الجم ألجموا كتيبة المسوخ الإعلامية، أولائك الّذين يعتقدون أنّ هواء العاصمة يمكنه أن يلطّف سوقية كلامهم.

انتصرت إرادة الفعل المواطني على دونية الرّبح الفاضح دون تقدير لمشاعر المواطنين و حقوقهم في مدينتهم. وكان احتفالهم وأدا لنار الفتنة و إسكاتا للهيب الأكاذيب و طمسا لحبائل الأكاذيب.

هل مازال عند بعض الفاشلين أنّ هذا الشّعب جدير بحياة كريمة مثل باقي الدّول الحرّة الدّيمقرطية المتحضّرة؟

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات