ولا يفعل ذلك إلا « من يجرؤ فقط . «
متفقون جميعا ان برنامج لمن يجرؤ فقط هو برنامج متخصص في تبييض الخاسرين العائدين الى السلطة والصدارة والمال ... .او اعلاء شان من لا شان له .
لكنه هذه المرة اتى بشخص هو نفسه بياض ودهان ومزين ومزركش ومختص في الديكور وصناعة الابطال الورقية والنجوم التي لا بد من سقوطها السقطة المدوية…
كان مبيض بن علي وأهله وسلطانه ...ثم اختفى بعد السقطة المؤلمة لعرفه بن علي وجماعته..ثم خرج الى الناس بعد ان اطمئن ان تونس تعودت على عدم معاقبة احد ولو باعها الى الشيطان ..واكبر عقاب تفعله هو الابعاد والنسيان ..لكنها هذه المرة ما ابعدت برهان ولم تدخله طي النسيان .
لقد اخرجته من جديد ليقوم بتزيين رجل لا يعرفه احد هو سليم الرياحي مقابل مرتب لم يحلم به طيلة حكم بن علي كما تولى خلاص ما عليه من ديون لفائدة سوتيتال.
وليس هذا موعد سوتيتال للحديث عن هذه الديون التي لو لم تدفع لطال به المقام هناك ....على كل هو لم يقلق في تلك الامكنة..وقال بأنها تجربة مهمة وجميلة وكاد يلتقي بالوزير الاول السيد المحمودي الشهير الذي يحبه الكثير من السياسيين في تونس ويدافعون عنه بشراسة لأنهم لا يؤمنون بالعقاب والحساب ..فهم يعرفون جيدا انهم لو عاقبوا احدا لكانوا هم ايضا عرضة للمحاسبة والمحاكمة .....تلك هي تونس للأسف مع السياسيين والوجوه المعروفة والفاعلة بكلامها او مالها …
وفجأة ظهر سي برهان في نسمة لتلميع صورة القروي المؤسس للنداء والداعية للحزب ورجاله ..وهو الذي رقص ليلة انتصار النداء الى الصباح…
وفيما بعد ظهر في التاسعة اعلاميا و منشطا لبرنامج سياسي.... تهافت عليه السياسييون من كل الاحزاب وبلا استثناء من الذين مثله في التاريخ...... الى الذين ادعوا الثورية ......الى الحقوقيين ....الى الجماعة التي تدعي نظافة الايدي واللسان....... الى رجال الاعمال من كل الانواع ........الى الخبراء والمحللين النجباء .
وها هو يقفز من مركب التبييض الاعلامي او اعلام التبييض الى ديوان حزب النداء وقيادته....فيتولى ادارة الشؤون السياسية......
لماذا…
طبعا لتبييض السيد الامين العام للنداء ...حافظ الباجي قائد السبسي صاحب الباتيندة كما قال السيد ناجي جلول وزير التربية كرم الله وجهه.
وللعلم ان سي برهان لم يلتحق بالنداء منذ اسبوعين فقط بل التحق به منذ ان عمل الى جانب صاحب نسمة وهو واحد من مؤسسي النداء وبالتالي بدا يشتغل على جماعة النداء ..بقادتهم ..وديوانهم ..ثم في الصائفة الماضية بدا يقدم النصائح والاستشارات للسيد حافظ الباجي قائد السبسي .وبالتالي فلم يكن في لحظة من لحظات ممارسته للإعلام صحفيا محايدا بل كان في نسمة والتاسعة ندائيا بحتا سرا ...واليوم اصبح علنا....
اعرف اني اتعب نفسي بمثل هذه المقالات ..فهو ان قرأ هذا المقال فانه سيعتبرني غبيا لا اعرف من اين تؤكل الكتف السمينة…
وقد قال ذلك في البرنامج الذي اتى به للتبييض وهذه المرة « بياض يبيض في بياض « …
فهو يعتبر ان الحديث عن النظام الفاسد كلام لا معنى له..والحديث عن الفساد هو غباء سياسي ...ويدعو الى طي صفحة الماضي بكل ما فيها فيكفي بن علي فخرا انه بنى القناطر..وكان رجل المخفر الذي يهمه استقرار البلاد بأي ثمن ....وبن علي قاد البلاد بروح رجال الامن والعسكر .
يقول برهان ذلك بفخر واعتزاز في حين ان ما وصف بن علي به هي سبة ليست تونسية انما يستعملها كل شعوب العالم ..كل شعوب العالم اليوم تكره الانقلابات وتكره ان ترى الامنيين والعساكر في سدة الحكم فدورهم حماية البلاد وأمنها ولا قيادة البلاد والانتخابات والأحزاب والشعب …