مخانيث الأحزاب هي تلك الاحزاب التي لم تمتلك صلف التجمعيين وبؤسهم لتدافع صراحة عن نظام بن علي، وليس لها صدق الثوريين لتخرج من منطق الاستبداد وكلاب الحراسة الأيديولوجية.
مخانيث الاحزاب هي تلك الأحزاب التي تعجز عن مواجهة الدولة العميقة ونواتها الصلبة ( وهي نواة جهوية-مالية-أمنية)، مخانيث الأحزاب هي تلك الاحزاب التي هي أصلا صنيعة النواة الصلبة للمنظومة الشيو-تجمعية ولا دور لها إلا حرف الصراع عن محاوره الحقيقية والدفع به نحو الاصطفاف الثقافي الهووي الذي لا يقلق رأس المال اللاوطني ..
ولذلك لا تجد تلك الاحزاب المخنثة غير النهضة لمحاربتها وبناء مشروعها كله على العداء المرضي لها وكأن الثورة قامت على النهضة، أو كأن النهضة هي من أنتجت خرافات النمط المجتمعي الذي مازلنا نعاني من نتائجه، أو كأن النهضة هي من يحكم في قرطاج والقصبة.
ذهب بن علي وبقيت النهضة، ذهبت جبهة الانقاذ 1 وبقيت النهضة…ذهب اعتصام الروز بالفاكية وبقيت النهضة…ذهب الحوار الوطني ومهدي جمعة وبقيت النهضة…ذهب الانتخاب المفيد وقطاع الطريق وبقيت النهضة، وسيذهب محسن مرزوق ومحمد الكيلاني وسليم الرياحي…وستبقى النهضة….لماذا؟
ستبقى النهضة ليس لأنها قوية او لا تستحق النقد الجذري للكثير من خياراتها اللاوطنية.. .بل ستبقى فقط لأن أغلب من يحاربونها هم من المشبوهين(مشبوهين في علاقتهم بالدين وبالوطن( ، وهم من مرضى الايديولوجيا الذين يروجون لخطابات لاوظيفية قيمتها صفرية خارج منابر الإعلام النيو-نوفمبري.