...وفي سنة 17 بعد الألفين رفع الأذان في المراقص...وسكر القوم ولم يصلّوا لأنهم لا يقربون الصلاة وهم سكارى...و غنّت فقيهتهم تورّي نورّي في إطار حملة الشفافية و تسامح الدهون..وابتلي الناس بكرب عظيم بعد أن تجرّأ أحدهم على كوبرنيك وغاليلي و كيبلر وكادت الأرض تفقد شكلها لولا فطنة عدد من كهنة النمط الذين تفطّنوا إلى المكيدة فتوصلوا إلى وأدها في المهد…
و يقول المفتي راجون بن سلمون إن هذا الموقف الوحيد الذي يباح فيه الوأد...وقال السها للشمس أنت خفية..وقال الدجى يا صبح لونك حائل...وفي نفس السنة أمرت الحكومة بإطلاق برنامج إذاعي يقوم من خلاله الشعب بطلب أغنية تهديها له الحكومة..فطالب الشعب بأغنية هيكل علي ووعدت الحكومة بتلبية هذا المطلب الشعبي حالما تفرغ المطربة العاطفية نجلاء حصانوفيتش من أداءها في العيد الوطني للهنود الحمر..
وتحسّر القوم على زينهم المبعد حامي حمى الدين والأخلاق..و لله في خلقه شؤوون.. وفي نفس السنة التقى قادة العرب في القمة الاستثنائية الاولى للنوم والسقوطية..فكان منهم ما يملأ الصدور فخرا ويطلق الألسنة بالثناء سرا وجهرا...ولازال المؤرخون في جدل أيهم في السقوط أسرع وأيهم في الشخير أبرع..
والرأي السائد عند جمهور العلماء أن عدم مشاركة عميدهم جعل المنافسة شديدة في ظل اكتفاء المرشح الأول بالمشاهدة..وقد وردت روايات أغلبها ضعيفة عن ارسال قائد فيلق السبسي لشبيه له يتمتع بلياقة فائقة حتى ينافس جديا على احد الألقاب..
لكن وثيقة تاريخية سربها الثعلب الماكر ابن ابي خيشة وساهم في تدقيقها الدكتور فبروكي المعروف اكثر بسنفور كاره الكتب أقامت البرهان ان الباجي ما كيفو حد وإنه يحكم وحده لا شريك له وان نائبه الخاص الأزهر ابن المدينتين لا دور سياسي له باستثناء ملاعبة الزعيم طرح خربقة التي يبرع فيها الإثنان..
وفي شتاء تلكم السنة أنشدت مجموعة ناري عليك يا تونس للبنادرية المزبهلين أغنية جديدة بعنوان بجبوج يا معذبنا بعد نجاح المقطوعة التي اشتهرت بها منذ سنوات وهي بجبوج يا معذبهم..واستاءت الهايكا من موجة الرداءة التي اجتاحت المجتمع فأنشأت هيأة وطنية لمراقبة الأغاني على رأسها الصوفي الجليل الحافظ الورع المنصف عبلة صاحب رائعة "شبيك متغشش يا..." وقد تكفل هذا الأخير بالاستعانة بكل مغني الراب على مقاومة موجة البذاءة المستفحلة في البلد..
وازدهر الاقتصاد وعم الرخاء وتسارع نسق المبادلات التجارية مع الدول المجاورة حتى لم يعد النقل البري كافيا وانطلقت الدولة في مشاريع كبرى لإنشاء أنفاق تربط البلد بدول الجوار وكلفت الخبير الدولي المعروف لطفي استفيدة بمراقبة الأشغال وخصوصا العمال لأسباب لا يعلمها القاصي ولا الداني.. وإذا أتتك مذمتي من كامل...
وفي منتصف شهر فيفري من تلك السنة غضبت عجوز باب سويقة التي لم تأكل لحما قبل تولي الباجي من ابنها الوحيد فهددته بأن تحكّ شفتيه بالفلفل فأجابها ضاحكا : والله لو قدرت على شراء الفلفل للأكل حلال عليك أن تكحّلي به عيوني.. وتجول الشاهد الذي رأى كل شيء في الأحياء الشعبية وأقام الدليل على الترابط العضوي بين الأرستقراطية البلدية والمهمشين قسريا.. وإذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا..
وسار بين المستنقعات دون أن يلف سرواله البسيط والتحم بجحافل الشعب الذي جاء لتحية معاليه دون خوف أو وجل.. ولم يكن يوزارسيف مرفوقا بفيراجه المعهود بعد أن أحرجه النبارة بسبب ذلك في مناسبة سابقة.. وهكذا حرم الشعب من رؤية تاتا سلمى صاحبة فكرة العلم الشوليقي وتاتا وداد وزيرة نهب أملاك الدولة والأخت الفاضلة المستوزرة بفضل دم أخيها والوزير المتحيل صاحب الكفاءة وغيرهم من مشاهير حكومة الكفاءات..
ولم يعرف البلد فضائح ولا قلاقل باستثناء حادثة يتيمة كان بطلها أحد السفهاء بإشاعة مغرضة أطلقها لغاية في نفسه وقد تعاملت معها الحكومة بمنتهى الحكمة وكلفت أحد الثقات صاحب الدكتوراه الفخرية في التبلعيطولوجيا المفوّه بهتان بصيص بالدفاع عنها فأفحم الخصوم مثبتا أن الحزب الحاكم لم يتنكر لوعوده وأن الكفاءات القادرة على إدارة أربعة بلدان موجودة وأن الوعد المقطوع قبل الإنتخابات لم يحدد إن كان سيقود البلاد إلى القمة أو إلى الهاوية وأنه ماض في مشروعه غير مزروب ولا مرعوب وانه قد أوشك على الإنتهاء من البلد الأول واعدا أن يقود البقية بسرعة أكبر..
وقل اعملوا فسيري الله عملكم ورسوله والمؤمنون…