القصف الأمريكي..

Photo

مهما يكن الموقف مما يجري في سوريا، فإن القصف الأمريكي يستهدف جزءا من أمتنا، وهو بكل اللغات مرفوض حتى وإن ضرب صحراء قاحلة من أرضنا، مثلما أن القصف الروسي مرفوض حتى وإن كان بطلب من بشار، وقصف الطيران السوري أيضا مرفوض وقد رأينا البراميل المتفجرة تنزل على رؤوس المدنيين الأبرياء.

على أية حال، الأمريكان يعطون الفرصة لبشار حتى يدلل على "صحة" ما يرد في الدعاية التي يقوم بها من كونه ممانعا بمعنى معاديا لأمريكا. ننسى هنا ترحيبه بانتخاب ترمب ودعوته للتعاون معه، وقبل ذلك مشاركة الجيش العربي السوري في العدوان الثلاثيني على العراق في 91. لا يمكن أن ننسى هذا.

ومع ذلك سأصفق لبشار، نعم سأصفق له لو ردّ على القصف الأمريكي، ليس بمجرد الكلام، فهذا سهل وإن كان ضروريا فإنه غير كاف. اليوم من حق بشار بل من واجبه -إن كنا نتحدث عن رمز للممانعة كما يرد في وسائل دعايته- والمطلوب منه أن يرد فعلا على الأمريكان، حتى وإن كان بصفة رمزية. "حق الشعوب في الدفاع عن نفسها" مضمون في كل المواثيق الدولية.

بشار هنا يمكنه أن يستعين بالروس والإيرانيين الذين يساعدونه ميدانيا منذ سنوات الآن، نختبرهم اليوم في أنهم معه -وعلى استمرار- ضد أعدائه جميعا، وليس ضد الشعب السوري، كما رأينا ذلك منهم كثيرا. للروس وللإيرانيين القدرة على مساعدة بشار في الرد على القصف الأمريكي. وإلا فما مبرر وجودهم هناك؟ أليس حماية النظام أم أن القصف الأمريكي لم ينل من نظام بشار؟

أضيف أن الإيرانيين أو الروس بإمكانهم أن يتذرعوا بأن القصف قد قتل عددا من خبرائهم في المكان الذي استهدفه الطيران الأمريكي.

وفي اعتقادي المتواضع، ليس مطلوبا من بشار أو الروس والإيرانيين ضرب الأمريكان في البحر الأبيض المتوسط مثلا، فهم موجودون ميدانيا على الأرض السورية، وبإمكان سلاح الجو الروسي أو السوري أن يطالهم، دفاعا عن "سوريا دولة ذات سيادة"، كما جاء على لسان الروس. بطبيعة الحال، الرد حتى يعتبر ردا يجب أن يكون بالسرعة الممكنة، ساعات أو على الأقصى بضعة أيام ليس أكثر. دليل واحد على وجود ممانعة.

وبعد، الموت لأمريكا.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات