بالأمس وأنا على الطريق السيارة "رجل" يقود سيّارته وابنته الرضيعة تجلس في "حجره" ومخرّجة رأسها من شبّاك السّيارة وهو يقود بسرعة تفوق المائة، طبعا زوجته تجلس بجانبه تتكلّم في الهاتف الجوّال والمقاعد الخلفية فارغة وهو في قمّة الإنتشاء !!!!!
في محطّة برج السدرية توجد قنطرة للمُترجّلين )عملوها جديدة) وبجانبها نقطة أمن ... 99 بالمائة من المُترجّلين وأغلبهم من الطلبة لا يستعملون القنطرة ويعبرون الطريق تحت القنطرة بالضبط ويُعطّلون حركة المرور ويُعرّضون انفسهم للخطر ويضطرّ أصحاب السيارات للتوقّف وانتظار المارة وحرس المرور يتفرّج.
الجدران التي وضعوها للفصل بين الطريقين لمنع مرور المُترجّلين لم تنته بعد و"كسّروها" حتى يمرّوا...
نساء ورجال وشيوخ يفحّجوا ويتعّدوا…
في القطار التلامذة يُصرّون على ترك الأبواب مفتوحة ويقومون بمسكها وتعطيل سير القطار والناس تتفرّج … السائق يتوتّر ويصيح لكن لا حياة لمن يردع هؤلاء الناشئة.
حين تتغيّر هذه السلوكات ويُصبح لدينا وعيا مواطنيا سوف نتحوّل إلى شعب يريد ويعلم ما يريد. أمّا وهذه حالنا فلا أمل في التغيير ولا في الإصلاح، التنمية البشرية تبدأ بتهذيب السلوكات وتقويم الممارسات اليومية والتنمية التشاركية يقودها عقل يحترم الآخر ويعترف بالمُشترك والتنمية بشكل عام فلسفتها تحقيق الرفاه للبشر عبر توفير موارد مُستدامة تضمن حياة كريمة للجميع وتضمن حياة كريمة للأجيال القادمة.
أمّا ونحن نُخرّب مواردنا بأيدينا يقودنا في سلوكنا داخل الفضاءات العمومية عقل "ملك البيليك" ونحن نردّد غناية "أنا وبعدي الطوفان" ونتحرّك بأنانية دون الإنتباه لللآخرين أو إلى الضرر الذي يُمكن أن نُلحقه بهم (وبأنفسنا) من جرّاء أنانيتنا وفردانيتنا، أمّا وهذه حالنا فالنخب التي تسوسنا جديرة بشعب مثلنا والعكس صحيح.