تحليل الوقائع السياسية لا علاقة له بالعواطف لمن يريد أخذ العبرة .
أن نختلف مع أردوغان في سياسته الاقليمية التي أرهقت تركيا و تجربتها الرائدة فهذا لا يمنع من التعاطي مع ،،الاستفتاء،، بتحليل واقعي خارج مدارج ،،الأحباء،، و ،،الأعداء،،.
أردوغان غامر بالاقدام على هذا التعديل الدستوري العميق الذي لا يخرج( كما يزعم البعض) تركيا من الديمقراطية لأن النظام الرئاسي على حد علمنا شكل من النظم الديمقراطية.
مثل هذا التعديل فكر فيه رؤساء اتراك سابقون و لم يجازفوا بتفعيله بل ان مندريس قد دفع حياته ثمنا من اجل مجرد التفكير فيه .
هذا التعديل يذهب بالديمقراطية التركية الى سياق حراستها بالناخبين و تحجيم العسكر نهائيا بعد عقود من علمانية شبه ديمقراطية محروسة بالعسكر بشكل مفارقي لا يستوعبه الغرب ،،الديمقراطي ،،و لكنه ظل يباركه باستمرار لضمان الرقابة على العضو ،،المسلم،، في الناتو الجوديومسيحي.
من المؤكد ان اردوغان يسارع باستثمار التقدم الانتخابي للعدالة و التنمية لانجاز. برامجه و على رأسها التعديل الدستوري و تسريع نسق ،،العثمنة،، في برامجه الثقافية و السياسية.
و لاشك ان اردوغان يريد نظاما سياسيا أكثر طوعية و أقرب شبها الى نظم منافسيه على الزعامة الاقليمية في المنطقة (ايران و روسيا).
أردوغان يحقق فوزا مهما رغم ضعف الفارق مع اصوات الرافضين فالمؤكد أن العدالة و التنمية يمر بصعوبات حقيقية في ظل انقسام سياسي عميق في علاقة بالوضع الاقليمي و لاشك أن الحزب يغرد وحيدا في مواجهة الاتاتوركيين و الأكراد و رغم السند النسبي للحركة القومية و لعل نتيجة الاستفتاء ستدعو اردوغان الى مراجعات نسبية لسياساته و لن يكون طيف رفيقيه عبدالله غل و داوود اغلو بعيدا على هذه المراجعات .
تركيا ليست دولة موز و أردوغان رغم الصعوبات التي يمر بها لا يقل قوة في بلاده عن بوتين في روسيا و عن التيار الثوري في ايران وهو ما يعني أن هذه القوى الاقليمية الثلاثة تظل اللاعب الرئيسي في المنطقة رغم كل الحراك الداخلي الذي تشهده هذه الدول الثلاثة .
العرب ؟ ..قلتم لي العرب؟…يجبر الله ..بعدنا طيبين ..قولوا يا الله.