مواصلة في مقدمات مراجعاتي
الادارة أو كبار مسؤوليها و أهم مفاتيحها و قطاع عريض من المؤسسة الأمنية ..يغلب عليها لا شعوريا أنها الآن تحكم أو على الأقل أن القديم عاد ليحكم ..
و لأن الادارة و قطاعا عريضا من المؤسسة الأمنية يمثل ،،القديم،، أو يشعر بالاطمئنان معه أكثر تعود ممارساته القديمة ..تنظيف الشوارع ماديا و أمنيا كلما زار مسؤول كبير مدينة دليل على انخراط كلي في دعم الحكم منذ انتخابات 2014 و قد لاحظ مثلا سكان صفاقس ذلك في زيارة الحبيب الصيد منذ سنة و زيارة الشاهد اليوم …
العكس تماما كان يقع ..يعني مساهمة الادارة و جزء من المؤسسة في العكس اصلا كان يقع اثناء حكم الترويكا و كان مسؤولو ذلك التحالف في زياراتهم يتركون لأقدارهم كاليتامى في مواجهة شارع صاخب معنويا و مشوه ماديا.
الخطأ وقتها كان مشتركا بين ،،دولة،، نخر ،،مسؤوليها الاداريين و التنفيذيين،، الولاء لحزب و فرد و ترويكا لم تضم ،،ثوريين،، بالمعنى العميق.
في التحولات الكبرى مثل الثورات تستعصي مؤسسات القديم و لكن الثورات ،،الحقيقية،، تضغط هذا الاستعصاء بجماهير متيقظة و معبأة بجديد ،،قائد،،ترى فيه هذه الجماهير جديدا بالفعل بسلوكه و خطابه و ممارساته فتعوض الجماهير بانخراطها الروحي غياب ،،المؤسسة،، و ينخرط جزء من القديم عن قناعة أو عن تسليم في الدعم المؤسساتي لهذا الجديد )حمى جزء كبير من قوات الجو الايراني طائرة الخميني و هي تنزل في مطار طهران و حيد بالقوة و دعم الجماهير جزء آخر حافظ على ولائه للشاه و هدد بالقبض على الخميني او حتى اسقاط طائرته.)
مسؤولو الترويكا او بعضهم لم يكونوا جاهزين لاستيعاب اخلاقي و فكري و حزبي و تنظيمي للمعنى الثوري بكل ابعاده كتحرر وطني جذري و كانوا بالتالي عاجزين عقلا و سلوكا على تعبئة الناس و تصرفوا مثل كائنات ،،دولتية جديدة،، بلا حشود و لم ير الناس بعد انتخابات 2011 انهم سيدعمون ،،دولة الثورة،، لو ظلوا في الشارع يحمون مركبات الترويكيين.
هذه التدوينة خاطرة سريعة للتفكير في ضبابية الحدث التونسي الذي سميته أنا ذات سنوات ،،ثورة،، لكنني الآن أقرب الى تسميته ب،،النموذج،، التونسي كما يسميه عامة السياسيين ممن لا أصنف أي طرف منه على أنه طرف ،،ثوري،، .