الأمريكان لديهم ضعف فادح في التاريخ و الجغرافيا لأنّهم يتصوّرون أنّ تاريخ الإنسانيّة ابتدأ مع الآباء المؤسسين الذين نشروا الحضارة في بلد سكّانه متوحّشون!!!
كما أنّ النظرة المركزيّة الثقافية للعالم التي تسيطر عليهم تجعلهم يعتقدون أنّ الجغرافيا تبتدئ و تنتهي عند حدودهم،
كما أنّ عقيدتهم المسيانيّة رسّخت لديهم فكرة أنّهم مركز الكون فهم الشّعب المخلّص للبشريّة الذي يتوقّف عنده التّاريخ ليستريح من تعب الكون ويفوّض إليهم مهامّه .
كان من الأفضل في تقديري رفع الأميّة عنهم لتعريفهم بحضارة هذه النّتوء البارز من الخريطة الذي ألغى العبوديّة قبل أمريكا بل أرسل للأمريكان لإقناعهم بفضيلة إلغاء استعباد البشر الذي مارسه الأمريكان طيلة قرون في تجارة أقرب إلى صيد البشر من مواطنهم في أدغال إفريقيا ،
كان يمكن تعريفهم بجواره الغربي بلد الأمير عبد القادر و بلد المليون شهيد الذي كافح من أجل الحريّة و الاستقلال ، و جواره الجنوبي بلد عمر المختار الذي واجه الاستعمار الإيطالي و صنع بطولات ترويها الأجيال .
لكنّ الخيال الفقير ضاق عن كلّ ذلك و أصبح وجود هذا البلد في الخريطة تحت إيطاليا هو المحدّد التعريفي، طبعا هو محدّد افتراضي وهمي لإنّ الكرة الأرضيّة ليس فيها تحت و فوق إلا عند أصحاب النظرة التسطيحيّة للكوكب ،