آه يا وطني متى تصبح وطن الجميع

Photo

كنت أحلم أن أرى مجلس (النواب ) يراعي الشعب كله الذي أنتخبة ويحافظ على مصالحة ويتألم لألم شعبة وكنت أتمنى أن أرى برلماني حاصل على الدكتوراه في كل المجالات من التربية للإقتصاد وعلم الإجتماع والطب...، ليعالج كل مشاكل الشعب و يضع يده على الجرح ويشخص الداء ويكون هوالبلسم الكافي والدواء الشافي لجراح شعب حكم عليه أن يعيش منذ الإستقلال إلى الآن تحت خط التهميش والتفقير الممنهج......

ولكن يا وطني وجدنا الأغلبية تشرع البلد للنهب والفساد ورأيت الأكثرية لا يعرفون إلا مصالحهم الضيقة والحزبية ونسوك يا وطني ونسو الشعب كامل. آه يا وطني لقد خدعوك بمعسول الكلام الذي تعلموه وأخذوا الثمن وهو تدميرك وباعو البحر والبر والجو وموانيه وسرقوا ثرواتك من الملح و البترول وحتى النخب والأدمغة وأحلام شبابك وفرحت أطفالك وحصلوا على مبالغ تصل إلى المليارات بسبب خيانتهم...

فآه يا وطني كم كنت كريماً معهم ولكنهم لم يرحموا طيبتك و لم يقدروا كرمك وصدقك و محبتك. آه يا وطني ما أقساك على مواطنيك وأبناءك الشباب المعطلين عندما يبحثون عن الكرامة والشغل والحرية وعن العمل يحفظ كرامتهم و لكنهم وجدوا أمامهم تماسيح بشرية سرقت منهم أحلامهم وقطفت زهرة أعمارهم....

أبنائك يا وطني يركبون قوارب الموت كل يوم هربا من الفقر والأخرون يا وطني أضحوا فريسة للمخدرات وكل أشكال الممنوعات هربا من الواقع الأليم والمصيرالمجهول ... بناتك يا وطني مع إحترامي - لأخواتي - حسب أخر الإحصائيات فأكثر من 60 % منهم عوانس و أما المحظوظات فهن يعملن 12 ساعة في المعامل و يتعرضن إلى شتى أنواع الإساءة و الإهانة من التحرش إلى الإستغلال والحط من الكرامة.....

آه يا وطني ما أقساك على مرضاك ولتعاسة حالهم و سوء حظهم يعانون الويلات في المستشفيات العمومية فهم يموتون في اليوم الآف المرات، يا وطني بناتك الحوامل يموتون في الطريق للمستشفى، وأبناء المناطق الداخلية....

آه يا وطني ما أقساك يعيش فيك المواطن المسكين بهمومه وأحزانه ويبحث عن العمل ويعمل ليل نهار، إن وجد عملاً أصلاً لكي يعيش عيشة كريمة ويحصل على لقمة العيش ولكنه يعمل لكي يسدد فواتير الماء والكهرباء التي أصبحت كابوس يقظ مضجعه كل شهر لسعرها المرتفع جداً، أما المسؤول أومن يتصرف بأموال وطني كيفما شاء ومتى شاء بل أن بعضهم لا يوجد لدية عداد أو لا تصل إليه فاتورة لأنه من المقربين أو الأنصار أو من المسؤولين المطيعين وتصل مديونتهم إلى الملايين. شبابنا ومواطنونا في الحدود القريبة منك يا وطني فبعضهم يموتون وبعضهم تكتب له الحياة ، والبعض الأخر يقوم بشراء الفيزة وهي تصل إلى الملايين الدنانير ثم يغترب ويعمل وقد يصل عمله إلى عشرات السنوات حتى يرد قيمة الفيزة وإن كان محظوظا أما إذا تعثر حظه وإنساق وراء رفقة السوء فسوف يقضي أحلى أيام شبابه في السجون يعيش على ذكرى الوالدة و يتمنى من الله أن يشم رائحتها أو حتى السير في موكب جنازتها، أو أن يدفن في مقابرك.....

أما المسؤول فهو لا يعرف الحدود ولا الأعمال الشاقة فهو يعرف الدخول إلى كل دول العالم بطرق قانونية ومشروعة ونظامية وأيضاً تدفع له مبالغ بالآلف الدولارات له ولأسرته وأصدقائه وأبنائه ومن يريد من ميزانية الدولة التي يدفعها المواطن المسكين المنهك المتعب.

آه يا وطني وزرائك وموظفوك السامين يركبون السيارات الفارهة ويتمتعون بلإقامات في النزل الفاخرة والسفر للبلدان الراقية، أبنائهم يعالجون في أرقي المصحات وفي الغالب خارج البلاد، ويدرسون في المدارس الخاصة وفي التعليم العالي في أرقى الجامعات، وأبنائك يعالجون في ما يسمى عندنا مستشفيات و يدرسون في مدارس أحيانا تفتقد "لتولاتات"، آه يا وطني غالبية أبنائك فقراء و الأقلية أغنياء.

آه يا وطني متى تصبح واحة للديمقراطية، وتشرق فيك شمس الحرية، وتصبح أنت وطن للجميع لا لأقلية، متى تصبح يا وطني دولة عدالة إجتماعية ووطن يسمى دولة الرفاهية. آه يا وطني متى تصبح وطن الغني والفقير والقوي والضعيف متى تصبح وطن الجميع.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات