وضعت محكمة نورمبرغ ـ1945 1946ـ لمحاكمة مجرمي الحرب النازيين ,وهم يالمناسبة 24 نفرا فقط ,اللبنات الاولى لمنظومة العدالة الدولية ,وأحكامها أضحت مرجعية في القانون الدولي,الذي تعد قوانينه أكثر علوية من القوانين الداخلية لكل الدول المتحضرة.
تحجج خلال المحاكمة كل من مثل امامها بأنه كان "جزءا من منظومة كاملة "...وأنه "كان ينفذ الاوامر " . رفضت المحكمة دفاع المتهمين ,معتبرة أن التحجج ب"تنفيد الاوامر" لا يعفي مرتكب الجريمة من المسائلة والتتبعات العدلية.
بعيدا عني مقارنة ما حدث خلال الحرب العالمية الثانية ,بما جرى ببلادنا لستين سنة , لكن التحجج ب "تنفيد الاوامر " لتبرير جرائم ,مهما كان نوعها ,يعد تهربا من تحمل المسؤولية ,ومخالف للقانون الوضعي التونسي ,ولن تقبله أية محكمة ببلادنا.
أريد التذكير ان المتهمين بمحكمة نورمبرغ كان عددهم 24 متهما فقط,اي نعم يتواصل الى الان ,تتبع كبار المجرمين النازيين ...لكن الادارة الالمانية لم تنهار ,وألمانيا لم تفلس ,ولم تندثر ,بل بسرعة فائقة أصبحت الدولة القوية التي نعرفها الان .
أود الاشارة الى أن الارهاب الفكري التي تمارسة المنظومة القديمة ,معتمدة على مبادئ غوبلز وزير البروبغندا النازي ...."إكذب ’إكذب ,فلابد أن تترسخ مع الزمن أكاذيبك" ...لن يجعل التوانسة يتراجعون على رفض قانون "لئيم " une loi scélérate ,فصل على المقاس ,وخرافة شلل الادارة ,الاقتصاد ,والبنوك ,إبتزاز وكذب في كذب ,لان الفاسدين حفنة قليلة ,بضعة العشرات فقط , لكنها متعالية على الشعب التونسي ,ترفض الانصياع الى القانون ,وهي التي تعرقل ألأمور ببلادنا ,إسوة بالارهاب في الجبل.
أخيرامنطق "خاطيني " وكنت أنفذ الاوامر" لن يمر,لان الوطن وإن ورثناه عن الاباء والأجداد , فإننا إستعرناه مجرد الاستعارة من أبنائنا ومن أحفادنا ,ومن مسؤوليتنا وواجبنا أن نترك لهم وطنا خاليا من الفساد …… اللهم فاشهد …..