بيض للشيخة.

Photo

تنتشر بين المتعلّمين هذه الأيام ظاهرة عجيبة وهي قذف المدرسة أو المعهد بالبيض.

هي ظاهرة لا يمكن أن تجدها في مجتمعات أخرى، و ليس لها من مرجعية عدا سفسطة قديمة تقول بأن المدرسة التي تقذف بالبيض تصبح أكثر إشراقا و تدخل على المتعلّمين البهجة و الانشراح.

قذف البيض هو عنوان آخر لفشل المنظومة التربوية الحالية، و هو نجاح لكل من راهن على التفويت السّريع في مدرسة الشّعب. البيض الّذي يعطي الحياة للفلالس، أصبح فلالس التلاميذ يلقونه على مرآى و مسمع الكل دون استثناء.

كل سنة تتكرّر تلك المشاهد المخيفة، و لا تبصر العين اجراءات إدارية صارمة للحدّ منها، فكأن المدرسة فضاء يسمح فيه بالتعدّي على حرمة التربية و قداسة المعرفة. و يبدو أنّ مسؤولي المكاتب المغلقة. مازالوا لم يجدوا الوصفة اللازمة لمقاومة هذه الافة.

صحيح أنّ التسيير اليومي للمدارس من صلاحيات المديرين، ولكن يبدو أنهم في حلّ من كلّ ظاهرة تسيء للمدرسة، فهم موجودون للمتابعة الفرجوية، فيعدّون عدد البيض المفقس أو النازل على واجهات المدرسة أو جدرانها، تلك مهمّتهم التي يقبضون من أجلها الملاليم. ولماذا يعكرون مزاج الفزاغيل المتهمّجين؟

المدرسة حرم المعرفة و تاج التربية و كلّ تعدّ عليها هو إيذان بزوال القيم التربوية التي تحفظ المجتمع. فواصلوا أيها المسؤولون نومكم وراء مكيفات الدّولة. و لا تحزنوا لمرآى البيض العفن. يصول صولات الشنار،فعفونة صمتكم و ردم رقابكم في وحل اللامبالاة أكثر إيلاما من بيضة تنفتح في رأس متعلّم جاء إلى المدرسة يتعلّم أنّ المعرفة رقي الإنسان و تعلّمها فضيلة الأنام.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات