فساد القرى ..

Photo

حكايات الفساد في الحياة السياسية و الاقتصادية أصبحت مجرد ،،قصة خبرية،، في عناوين الأخبار و مادة تحليل و توقعات ،،استراتيجية،، للسياسيين المحترفين و الكرونيكورات على البلاتوات و القهاوي و الحواري و البارات و في الجوامع و الكنائس لمد حبل الدردشة و التعليقات.

لم تعد هذه القصص مثيرة بل أصبحت تماما مثل الأجساد المعروضة في الشاشات و الشوارع لا تثير الشهوة من كثرة العرض و العراء المستأصل،، لفتنة السر و الخفاء.

هذه القصص التي تصل أحيانا حتى للمؤسسة الأمنية و القضائية و يتم تفسير جرائم الاغتيال و الارهاب من خلالها يجيب عنها أعضاء الحكومة و الأحزاب الحاكمة ببرودة أعصاب و يعدون بمقاومتها بلغة هادئة الى درجة التخشب و كأنهم يتحدثون على زكام صيفي عابر أو حملة لمقاومة الناموس.

هذا البرود الحكومي أمام ،،سخونة الثوريين،، الذين يتوقعون اندلاع ،،غضب جماهير شعبنا البطل،، لاسقاط ،،النظام،، يمكن تفهمه ببرودة تحليل يؤكد فيه ،،العارفون،، أن كل شيء تحت السيطرة و أن ،،الفساد،، بعينه هو الذي يقود ،،برودة الحاكم،، و ،،سخونة المعارض،، و يقول ،،العارفون،، بثقة ان ،،المنظومة،، هي التي تدير معركة ،،الفساد،، و ،،الصلاح،، مادامت هي التي تقرر ،،بفساد عابر للحدود،، و برعاية دولية رشيدة توزيع موازين القوة بين ،،اهل الفساد،، و ،،الصارخين بمقاومتهم،، و في كلمة تبدو ،،السلطة ،، و ،،معارضتها،، تحت السيطرة بل ان محللين ،،أذكياء،، يقولون بابتسامة المهفات ان الحركات الاحتجاجية نفسها هي ورقة تستعملها ،،اجنحة منظومة الفساد المهيكل،، في صراعها البيني و بقدر محسوب لن يؤدي الى سقوط المعبد تماما كما يقع بين بارونات المافيا حين يرسمون لبعضهم خطوطا حمراء لا يتجاوزونها في حروبهم البينية.

هل ان الفساد قد تحول فعلا الى بنية؟ بمعنى منظومة لها أجنحتها بوسائل اعلامها و احزابها الحاكمة و المعارضة و جمعياتها و لوبياتها و مراكزها في اعماق الدولة و الادارة و حتى في مؤسسات العنف الشرعي ؟ نعم ليس ذلك مستبعدا .

هل يكون ذلك مبررا لاطمئنان الأجنحة بعد تأكدهم من نهاية ما يسمى بالارادة الشعبية التي تم تطويقها و اختراق نخبها و رموزها بحيث تحولت ادارة السياسة الى مجرد تسويات فوقية؟

لا و لا كبيرة ايضا ..ليس من منطلق ايمان طوباوي حالم و ثورجي بيقظة الشعوب بل من منطلق فلسفة قرآنية و وضعية للتاريخ خلاصتها ان الفساد ينتهي الى هلاك القرى و مؤذن بخراب العمران …في اي افق؟ قد تكون الفوضى لكنها ستكون فعلا خلاقة لا كما فهمتها رايس بل بمعنى امتلاء الارض جورا ليأتي حتما من يملؤها عدلا …

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات