كنت أتصفح ما كتب ونشر على صفحات التواصل الاجتماعي ,وإذا بي أتعثر في مقال بالفرنسية طويل عريض,كتب بطريقة تحاكي الاسلوب والمنهاج الاكاديمي ,بدا لي انه وزع على نطاق واسع في بعض الاوساط المتنفذة , سأحاول تقديمه وتلخيصه :
" إستنادا على مسح بيولوجي وجيني ,دقيق وشامل ,ثبت أن الاغلبية الساحقة من الشعب التونسي تنحدر من أصول أوروبية آرية قحة ,باستثناء قلة ضئيلة جدا من العرب المسلمين ،المنحدرين من جحافل الغزاة المتوحشين يناهز عددها ال 4 في المئة ,وقلة ضئيلة أخرى من الافارقة السود وموطنها الاصلي مجاهل ما بعد الصحراء يناهز عددها ال 2,5 في المئة.."
نظرت الى نفسي،
ـ أنا مسلم ,أبا عن جد …وعن قناعة…
ـ لغتي الام ,الخالة والعمة ,الجدة وجدة الجدة ..العربية…
ـ وسحنتي كما دققت في المرآة جيدا,لا تتطابق بالضبط مع مقاييس ومعايير الاوروبي الآري كما حددها بدقة هتلر في القوانين العرقية بنورمبرغ لسنة 1933…
لا اخفي عليكم ,أحسست في تلك اللحظة بالغربة ,واكتشفت في "عقاب عمري"انني مجرد مهاجر "حارق", في هاته الربوع الاوروبية,وازدادت مخاوفي لأنني أضعت مؤخرا بطاقة تعريفي ,عفوا بطاقة الاقامة ,la carte de séjour ,وانتابتني المخاوف ,ان أنا ذهبت الى مركز الامن لتجديدها ,أن يقبض علي ,وأن أرمى خارج حدود هذا البلد الاوروبي العجيب الغريب ,بتهمة مخالفة قوانين الهجرة والإقامة…..
اللعنة كنت غبيا ,ولم أفهم بالضبط ما عناه "مسيو "لموخر عندما عرف البلاد …توجد تحت إيطاليا ,ما بين الجزائر الشيوعية ,وليبيا الارهابية .
واكتشفت أن تونس لها نفس التركيبة العرقية والسوسيولوجية كفرنسا بالضبط !!!!,أغلبية أوروبية بيضاء،مع أقلية مزعجة من العرب والسود الافارقة وهذا يشكل خطرا على الهوية الاصلية للبلاد الفرنساوية، كما أكدت لنا ذلك عائلة لوبين، الاب والبنت.
قصر الكلام ,عندما صرخ "سينيوري "لطفيوس لعمروس وذاك هو إسمه الاوروبي الحقيقي …."هايل هتلر"..لم يكن يمزح بالمرة..بالمرة……. أنا المهاجر السري…..