فانتظروا حربا اخرى على الهيئة.
لم يفاجئني عماد الطرابلسي بمعلومة واحدة...... ما قاله معلوم لدى كل الذين تابعوا ما كان يقوم به من فضيع الجرائم في تونس ..ويعرفون سلوكه القذر و اعماله التي تصل حد نشر الرعب في كل الاوساط... كل ذلك حدث لما كانت ليلى بن علي تطلق يديه فلا احد يقدر على ايقاف اطماعه وطموحاته وفساده بل جل الفاسدين يطلبون وده ويفتحون له الابواب المغلقة امام كل المواطنين... وهناك من يعرض عليه الخدمات والشراكة والرشاوى من اجل ان يتدخل لفائدته…
لكن ما هو هام جدا في ما قاله لهيئة الحقيقة والكرامة هو ان الفساد الذي مارسه يتواصل الان وبعد ثورة استشهد فيها المئات من الشبان .. عبر اشخاص اخرين لا احد حاسبهم او ساءلهم مؤكدا ان اعوان الديوانة بكل درجاتهم وأنواعهم قبضوا رشاوى بمئات الملايين ان لم تكن بالمليارات ...وهم يواصلون اعمالهم ..
كما اكد ان الموظفين الكبار وحتى الصغار منهم كانوا يشكلون لوبيات للفساد .ولا احد حاسبهم بدعوى انهم كانوا مجبرين على فعل ما كانوا يفعلونه...وفي حين ان الكثير من الندائيين وحتى النهضاويين يطالبون بتمرير قانون المصالحة وخاصة بالنسبة للموظفين الذين اجبروا على سلوك ما سلكوه من اعمال فاسدة وقذرة ها ان عماد وهو واحد من الذين افسدوا في الارض يؤكد ان لا شيء كان يتم في الادارة دون تقديم الرشاوى...ودون التأثير في اللوبيات ..بل ان احد رجال الديوانة ترشح لرئاسة الجمهورية عام 2014ولا احد قال له لا...وهم يعرفون من اين اتى بالمال......
ثم ان اخرين نافذين كالوزراء والمديرين العامين وبعضهم عادوا اقوى من قبل واحدهم ترشح لرئاسة الجمهورية .... والغريب ان كل رجال الحكم ما بعد هروب بن علي يعرفون من هم ومن اين اموالهم وكيف عادوا ومن سمح لهم بالعودة ..ومن اين حصلوا على الاموال ولا احد من الحاكمين القدامى والجدد اولى الموضوع اهتماما خاصا ... بما يعني ان الفساد استشرى في الجميع..والجميع اصبحوا متفقين على الفساد..وأنهم جميعا اتوا الى الحكم لمواصلة نفس الممارسات بل تعميقها والترويج لها وجعلها امرا عاديا في المجتمع... …
وما نقدهم لبن علي ومحاسبة افعاله إلا لأنه مارس عليهم ضغوطات ...ولم يرض لهم بمشاركته الفساد...ولما ابعدوه او اجبروه على الهرب تسلموا البلاد لتعميم الفساد ...وتدعيمه حتى لا يتهمون به ...ويستفيدون من ضعف الدولة بلا راس ..ويراكمون الاموال التي تجعلهم نافذين اقوياء ولا احد يوقف اعمالهم او يحاسبهم .او يسكت طموحهم الجارف ..وأطماعهم المدمرة ..وسيبدو لنا عماد الطرابلسي بأنه اضعف حلقة في الفساد بعد الثورة.....
ولم يفلت عماد الطرابلسي احدا بل اشار الى عبد الوهاب عبد الله الفاعل في الاعلام وفساده ...مشيرا بشكل غير مباشر ان اعلام اليوم هو نفسه بل اكثر فسادا ...وهو يقول بوضوح ان بعض رجال الاعمال الفاسدين يظهرون في التلفزات اليوم مثل النجوم…
ولما كنا نقول بذلك كانوا يقولون لنا انت تبالغ....
لقد عملنا منذ بداية الثورة على فضح الاعلاميين الذين افسدوا في البلاد واهلكوا الحرث والزرع بتنظيف الفاسدين وقبض المقابل...وها ان واحدا من كبار الفاسدين جاء الى هيئة دستورية ليتهم الاعلام بتنظيف الفاسدين دون ان يفصح عن الكلمة واكتفى بالقول ان النافذين في الفساد من عهد بن علي اصبحوا نجوما في التلفزة فماذا يعني ذلك.....
ها ان عماد يصف الحالة الجديدة بالحجة والبيان وتقديم الحجج و الاشارة الى شخص ترشح للرئاسة وهو ضابط ديواني فاسد....فماذا تقولون ؟؟!!
من المؤكد ان الفاسدين سيحركون كلابهم ضد الهيئة من جديد ..وسيعملون على تنظيف انفسهم والتأكيد ان عماد مجرم ..وما كان له ان يتحدث وما كان للهيئة ان تعطيه الحق في ان يتكلم علنا... ..وكان من الافضل ترك القضاء يقوم بدوره......
والآن كل شيء ممكن من الفاسدين فانتظروا ردود الفعل ..