أهوَ بداية السقوط؟
عفوا السيّدة بن سدرين ليست هذه الحقيقة ولا هي نصف الحقيقة... إعترافات عماد الطرابلسي البارحة لعب فيها (الجلم) وهو أسوء من المقص، فمسيرة عماد الطربلسي وغيره من رؤوس المافيا التي كانت تحكم البلاد لا يمكن بأي حال من الأحوال إختصارها في 70 دقيقة وإسمين أو ثلاثة وتلميح لبضعة أسماء أخرى... ولو كانت هذه هي النتيجة لهيئة دستورية وُضعت لها عشرات المليارات من ضرائب الشعب فيا خيبة المسعى.
مصارحة الشعب التونسي لنيل صك الغفران يجب أن تكون كاملة ومفصّلة بكل تفاصيلها وبالأدلة القاطعة وليس (حديث قهاوي). عماد الطرابلسي البارحة كشف فقط عن 10 بالمائة من أنشطة المافيا التونسية وكلامه يعلمه الكثير الكثير من متابعي الشأن العام بل ويعلم المتابعون وأصحاب القرار تفاصيل أهمّ وأخطر لنشاط المافيا التونسية منذ سبعينات القرن الماضي.
بالنسبة لعماد الطربلسي من حقه كتونسي أن يحظى بمحاكمة عادلة بدون تشفي لأننا لسنا مثلهم. لكن ليعلم الناس أن من سجنه طيلة أكثر من سبعة سنوات هي المافيا التونسية التي أرادت (أن تمسح السكينة فيه)، أي تختزل أكثر من ستّين سنة فساد في شخصه.
شخصيا أعتبر أنّ ما حصل البارحة هو إنزلاق خطير في مسار هيئة الحقيقة وكرامة؛ ولذلك وجب تدارك الذي حصل، حتى لا تكرّر في الشهادات القادمة لرؤوس الفساد، وإلاّ سوف يتم سحب الثقة الشعبية من سهام بن سدرين وهيئتها التي ستعطي صكوك غفران مزورة ومجانية؛ لأن هناك من أبناء هذا الشعب من يقبع في السجون ونال أحكام تتجاوز العشرة اعوام ولم يرتكب 1 بالمائة ممن سوف يتمتعون بعفو هيئة الحقيقة والكرامة.
العدل أساس العمران.
معز بن صالح 20 ماي 2017