مجرد هذيان حول حلم تونس ربما يتحقق.....

Photo

يبدوا أن العجوز أنهكها المرض و اليأس و الحاجة و أرهقتها الجروح و لم تعد قادرة على إعطاء جسدها للفرسان السوداء و أصبحت عاجزة على النهوض بنفسها فهذه العجوز منذ الإستقلال لم تعرف معنى الحياة الحقيقية فقد حكموا عليها بالموت المسبق و قد عانت كثيرا في جميع المجالات لعل أبرز الآلام التي عمقت جروح العجوز هي : الفساد العقلي للمواطن التونسي من جميع شرائح المجتمع من الكبير للصغير من الخضار العادي لمدراء الأسواق من المقاول الصغير إلى صاحب أكبر شركة للمقاولات من حارس الوزارة إلى الوزير نفسه من العبد الي الرئيس من الملحد إلى المسلم من الكافر إلى الملتزم من الطالب إلى الأمي فنحن كلنا متورطين في الفساد لأن البصيرة و الرشد و الرصانة و القيم و النماذج تنحني بإحترام و بولاء أمام المال المشبوه بشهوة و بشبق كبير.....

فهناك دول ملتخطة بالدم و دولتنا ملتطخة بالفساد العقلي و الفكري و منه المادي ... فالفساد هو الذي نهش ثدي العجوز إلى ان نفذ منها مصدر الطعام لذالك أصبحنا نتحدث عن الإرهاب الغذائي لذالك أصبحت وارداتنا أكثر من صادرتنا لذالك ميزاننا التجاري سلبي لذالك كل المواد التي يتم تصنيعها في تونس ليست لها مصداقية و رغم ذالك العجوز تفعل المستحيل من أجل إطعام أولادها و أحفادها رغم أن هناك إحصائيات تؤكد على الحالة الغير طبيعية للكبد التي تكون عليها مع مرور السنوات فكما نعلم الكبد تقوم بأكثر من 5000 وضيفة في أجسامنا فالعلماء يشبهونها بالمصنع الكيميائي لجسم الإنسان و أنا سأشبهها بالعبوة الناسفة التي زرعها الإرهاب الغذائي في جسم المواطن التونسي.....

من جهة أخرى يبدوا أن العجوز لم تعد لها مكانة أمام أخواتها..... فبعض الدول المجاورة أصبحت تنظر إلى عجوزنا نظرة إباحية نظرا لتمايلها و إنحرافها و إعوجاجها في المحافل الكبرى ، في قراراتها ، في توجهاتها فتمايلها يدل على الإصابات البليغة التي تعرضت لها أثناء إغتصابها منذ سنوات من قبل المفسدين و إنحرافها يدل على شراستها من أجل حماية أبنائها فهي تتظاهر أنها تحب جيرانها و لغتها العربية و لكنها في حقيقة الأمر هي تقوم بهدم الحائط الفاصل بيننا و بينهم من أجل أن تعمر أكثر فأكثر في الأرض و في الوجود لتتواصل حضارة إفريقيا و لو على حساب بعض الأمتار من مجالها الترابي الذي نجد فيه خيرات الأرض و كأنها تنادي ( لي جار طيب لذالك سعري غالي كثيرا و من يريدوني فاليحميني من الاقطاعيون الجدد و من يريدني أنا مستعدة للدخول لصالة القمار من أجل المراهنة فأنا عذراء و شعبي عقيم و خيراتي لكم ( و من هنا بدأت حكاية الفساد....

إذن لسائل أن يسأل بعد ما أقدم عليه الشاهد في الساعات الاخيرة :

* هل أن أباطرة العالم بعد أن نهشوا و مزقوا جسم العجوز إربا إربا قاموا بإعطائها الضوء الأخظر من أجل ان تستجمع قوتها و وافقوا و صادقوا على محاولة إنقاذ كبد العجوز من خلال السيطرة على المتعجرفين كبر راسهم و طلبوا حصة و نسبة مؤوية أعلى من العادة فقاموا بإقصائهم …

*هل أن يوسف طلب وقت مستقطع من أباطرة العالم ليحكم سيطرته على تطاوين و من ثم مواصلة إستئصال و سرقة كبد العجوز ؟

*هل أن مسرحية الماريشال عمار سيتم تأديتها من جديد و لكن بأدوار جديد ليمثل الشعب التونسي دور عمار ؟

*هل أن يوسف سيحمل على الأعناق ؟

* هل أن يوسف يتلاعب بعقلية الشعب العقيم ؟

* هل أن يوسف يريد أن يكون بورڨيبة الثاني

* هل أن يوسف سيخلد في التاريخ أو سينكل به بعد مماته ؟

* هل يوسف يقوم بتهنئة الشعب التونسي بحلول رمضان على طريقته الخاصة ؟

* هل يتحول يوسف إلى يوزرسيف الثاني ليكون في خانة الكبار ؟

كلها أسئلة تتبادر في ذهن المواطن العادي هذا الأخير الذي تم إقحامه في ألاعيب لا يقوى عليها المواطن البسيط الذي طلما أحس مدة 7 سنوات أن الحاكم و الملك و الحاشية و أصحاب القرارت ليسوا على حق في تعاملاتهم و لطالما أحس بأن هذه الفئة ليس لهم ميثاق.....

و لكن هل تتغير هذه النظرة السوداء السلبية بعد ما حصل ؟ فحذاري من اللعب بمشاعر الطبقة الفقيرة فكما نعلم أن الفقر يقضي على جميع الفضائل و قد يحول الإنسان الي حيوان مفترس و قد ينقلب عليك السحر لذالك لا تدع مالهم يستر رذائلهم و لا تقوم بقلب المعادلة بأن الفقير سيساعد الغني.....

فبالنظر لتواتر الأحداث الجميع أبصروا الخير فيك فلا تخن ثقتهم و كن مع الفقير فسترفع على الأعناق و كن مع المتعجرفين فسيتخلون عنك في أول محنة و سيتم إستبدالك كما فعلوا مع الصيد الذي خرج كالهر رغم أنه من أكثر الرجال الذين سهروا على تهدئة الوضع الأمني و الغذائي فالشعب يراهن معك على محاربة الفساد فيا سيدي الرئيس ربما قدميك ستغادر الحكومة و الوطن و البلاد بعد مدة ربما سينتهي عمرك و لكن قلوبنا ستبقى معك إذا أصبت في محاربة الفساد المالي و الغذائي و الفكري ليتم إصلاح وزارة التعليم بدون عناء و إذا إسترجعت حق الزوالي و إذا أعدت أموال الشعب و إذا قضيت على الإرهاب الغذائي لتتم إصلاح وزارة الصحة بطريقة مباشرة إذا كنت صادقا ستساهم في أكبر إنجاز و سيذكرك التاريخ بقلم من ذهب و ان كنت تحت التراب فذكرى الموت ليست كذكرى الحياة...

فأنت بنفسك أعلنتها حربا و خوفي أن تنتهي هذه الحرب عن طريق سقاية الأرض بدماء الشعب و هنا تكمن حكمتك فأنت الأب و لا تجعل هذه الحرب بمثابة لعبة الشطرنج التي يتسلى بها الاباطرة من خلال أقحمنا فيها فلكي تأكد للشعب أنها حرب خالصة ضد المفسدين عليك أن تقابل المفسدين بالشعب و ليس بالقضاة فالحرب فصول و ربما في فصل من فصولها ستجد ساحة الحرب مظلمة ففي تلك اللحظة الشعب هو من سينير لك الطريق و إن لزم الأمر أن تعصي سيدك عندما يأمرك بالإستسلام فالشعب سيدفع بنفسه من أجل معانقتك للمجد فأمضي فيها إلى النهاية و لا تنزوي لرغباتهم لان في الإنزواء شهوة و في الشهوة رذيلة و في الرذيلة تعب و في التعب تنتهك قوتك و يتم إستبدالك و تذهب لمزبلة التاريخ فيا حبيبي يوسف عامة الحرب تعلن من اجل ثلاث أشياء.

المصلحة ، الخوف ، و الشرف فماهو إختيارك هل ستعيد لنا كرامتنا و شرف الأمة أم أنك أخترتها خوفا من الأباطرة أم انك أعلنتها من أجل مصلحة إنتهازية ؟ و في النهاية أقول شعبنا يعلم جيدا أن الكلاب تتكالب على مجالنا الترابي و يعلم جيدا أن النورانيون و اللوبيون و أصحاب الرداء الأسود ترتع في مجالنا كما يحلوا لهم دون رقيبا أو حسيبا و هذا عار علينا و لكن العار الحقيقي هو أن تضحك علينا و لا تنس من يضحك أولا يبكي آخرا.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات