هيا نتفق ..مش نقاوم ..نتفق

Photo

لم يُصدر الحزبان الأكبران في الائتلاف الحاكم الى حد متابعتي بيانا حول أزمة الخليج بين قطر و شقيقاتها . و في انتظار ذلك فاني اقدر أن وفاقا وطنيا حول تموقع تونس في الاستقطابات التي ستشتد في المنطقة بات ضروريا .

لستُ أدعو الى انخراط تونس الصغيرة في سياسة المحاور فلا أحد يعدل عليها أو يطلب منها ذلك اصلا إلا بحساب ما يُدبر للشقيقتين ليبيا و الجزائر و لكني اتصور ان تحيينا لمبادئنا في ادارة الشأن الخارجي أصبح أكثر من ضروري .

لو كان الامر كما اريده لقلتُ أن المبدأ الاساسي الذي يجب أن يحكم ديبلوماسيتنا هو الانحياز الى محور الصمود و المقاومة و الاستقلالية الذي بدأ يتبلور بشكل واضح و الذي لا يمكن ان نرى الشقيقتين الكبيرتين مستقبلا إلا فيه بحكم التاريخ و الجيوستراتيجيا مما يجعلنا بالضرورة في سياقه الموضوعي أو على الأقل لا ننخرط في المحور المقابل الذي تقوده السعودية و مصر كامب ديفيد و الذي نرى أنه ذاهب الى الهزيمة مما يجعلنا براغماتيا غير معنيين به .

لكن بعيدا عن هذه الامنيات الرومانسية يجب مع ذلك ان نحسم امرنا في تثبيت هذا الحياد الايجابي المائل نسبيا الى محور الشرف المقاوم بحكم الاكراهات الجزائرية و المزاج الشعبي التونسي العام .

من شروط التثبيت لهذه المبادئ أن تسأل المنظومة القديمة و مشتقاتها كطرف اساسي في الحكم الحالي :

أية فوائد جنيناها أو يمكن ان نجنيها من حلف المهزومين ؟ فالسعودية و الامارات على امتداد عقود لم تقدم لنا دعما استثماريا معلوما و لم يتجاوز دعمهما بعد الثورة بعض الرشاوي للأحزاب المعروفة أو نشر التعصب المذهبي و ربما تمويل الارهابيين التونسيين للضرب هنا او تسفيرهم . كما يجب ان تسال القديمة عن جدوى استمرار الخوف و الارتهان لأوامر الحلف الأطلسي (فرنسا أو أمريكا) في وضع دولي تتوازن فيه القوى و يثبت فيه أن العرب قد أصبحت لهم مقاومة قادرة على الردع لم يعد فيه الغرب يرتع كما يريد .

النهضة مطلوب منها (مثل كل الاسلاميين العرب في الحقيقة) أن تتساءل :لماذا تعذب نفسها وأنفس قواعدها بهذا الاحساس ان هزيمة الارهابيين و الخليجيين في اسقاط النظام السوري هزيمة لها ؟ ماهو الضرر الذي لحقنا كتونسيين من انتصار ايران و روسيا و حزب الله على الخلجان و الامريكان اذا افترضنا انه انتصار لهم فقط لا للأمة جمعاء ؟

ألم يحن الوقت للقول بأن مزاعم "ثورة" و "نظام براميل" و "ديكتاتورية" و "روافض" و "تشييع" يمكن ان تكون نتاج تشكيل للعقول و المشاعر بأكاذيب نعرف الآن تماما شركات "اعلام العار الدولي" التي أنجزت هذا التشكيل؟ بمعنى ألا يمكن أن يكون من "المراجعات" أيضا بعد فصل "الدعوي عن السياسي" أن نفصل الأنفس الطيبة لهذه القواعد و الشبيبة المليئة بالطاقات عن مؤامرة "تنويم مغناطيسي" تعرضت اليه هذه الامة في المسألتين السورية ثم اليمنية مرة تحت ندابة الطائفية المذهبية (سنة شيعة(و مرة تحت ندابة قومجية ليست اصلا من تفكيرهم (فرس و صفوية) و مرة تحت أكاذيب الديمقراطية و حقوق الانسان و الشرعية و الثورة التي لم تجد السعودية و اسرائيل اين تنجزها إلا في سوريا و اليمن ؟ وهو ما تعرفه القيادات جيدا

بذلك تتوحد تونس على الادنى الديبلوماسي و نحفظ وحدتنا في المواجهة القادمة .

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات