روّجت الصّفحات الرّقمية مشروع روزنامة الزّمن المدرسي الجديد. يبدو أنّ "أصحاب القرار" التربوي أصرّوا و ألحّوا و صمّموا على أنّ يكون النّسق الزمني السنوي ذا نظام سداسي.
هو قرار "مسؤول" لزمرة نافذة من الأشخاص، ثمّ وقع نشره و إذاعته للعموم كي يصبح نافذا و ملزما. انتهى فصل المحادثات و المناقشات و التنازلات، لسائل ليسأل:
*لماذا الاستماتة و التّشبّث بنظام جرّب و أثبتت الوقائع التعليمية فشله؟
*هل فعلا ما وقع تخبيزه في مستوى التسمية ينطبق على نظام سداسي؟
الملاحظ أنّ :
*الفترة الأولى[سبتمبر… جانفي] خمسة أشهر
*الفترة الثانية[ فيفري….جوان] خمسة أشهر
إذن هو خماسي متنكّر في سداسي !!!
و الغريب أنّ من خـنـفـس تلك الروزنامة وضع أمام كل فترة عبارة " دراسة" في مراوحة مع العطل.
المشكل ليس من كتب، فهو معذور و غير ملام، المصيبة أنّ من أشار عليه بكتابتها عليه أن يقدّم اعتذارا صريحا علنيا لجهله بالعملية التعليمية التعلمية. كلمة "دراسة" لا تعني شيئا. هي كلمة دارجة عند العوام. و ليس لها مبررا أن يقع تداولها بالطّريقة التي تظهر جهلا بعلم التعليم و التعلم .
كلمة "دراسة " هي فضح لمكامن الخلل في إصلاح المنظومة التربوية. فهؤلاء "المقررون" يحتاجون دورات تكوينية في معرفة المصطلحات و المفاهيم و النظريات و المقاربات التعليمية التعلمية من المختصين الّذين يقصونهم عمدا.
في صورة فشل ذلك التّصور لنسق سنوي بنظام سداسي من سيتحمّل تبعاته القانونية و الأخلاقية و التربوية؟
الولي يصرف المال و المجموعة الوطنية توفّر ميزانية مالية ضخمة ليقدّم المرفق التعليمي دوره في تربية الأبناء و تعليمهم؟
كل ذلك يذهب سدى لعدم الاستناد إلى المختصين و أهل الدّراية التعليمية التعلمية ولتحافظ الفخامات على وجاهة كاذبة.
السّؤال:
متى يقع نشر نظام الامتحانات للمتعلّمين؟
الجواب:
تعرف أنّ السّداسي كان بالتوافق بين المكوّنات الثلاث. و الامتحانات هي بدورها ستخضع للتوافق.
التعليق
رفعا للأميّة التعليمية:
المعرفة و نقلها تعليميا و تزمينها و تقييمها هي عمليات تفاعلية متشابكة و مترابطة و يجب -علميا- هندستها بتناغم و انسجام بين جميع المكوّنات. لذا كان المفروض التفكير فيها شموليا ثمّ تنزيلها في ورقة واحدة جامعة مانعة قابلة للإجراء و التعديل.
التوافق يكون في المشاكل المستعصية عن الحلّ. أمّا التربية و التعليم و التكوين فهي مشاريع فلسفية واجتماعية و اقتصادية و سياسية يقع تناولها علميا و تعليميا وتعلميا تخضع للضوابط المعرفية و التجريبية.
هذا التوافق خلطة سحرية للتخدير و تواصل الجهل و الأميّة.
هذا التوافق مصيبة في تاريخ التربية. فهو ينبني على الوجاهات القصديرية دون الوجاهات العلمية.
و يسألون لماذا ترتيب المنظومة التربوية في الذّيل؟