كنت أسمع أنّ بلادكم عربية؛ ولكن ما إن فتحت الإذاعة و أنا في الطٍّريق إليك حتى صدمت بما أسمع في:
الموجة الأولى كلام سريع غير مفهوم بالحروف العربية ثمّ عاصفة هوجاء من فرنسية صعبة الهضم.
الموجة الثانية أغان بكلمات غير مفهومة.
الموجة الثالثة: المذيع يسأل: قالوا عنك إنّك شخص سخيف؟ تشنّج و صياح و سباب: من هو الأحمق الّذي قال عنّي ذلك؟
الموجة الرّابعة: سكاتش بلغة غير مفهومة و نطق معوّج للكلمات. حقيقة الموضوع لم أفهم شيئا.
طلبت من صديقي أن يقدّم ما ذا يوجد في بلده:
قال حقيقة الأمر مختلف، يوجد حرص تام على التّخاطب بلغة عربية سهلة المخارج و يسيرة المعاني رصينة هادئة، و أما الأغاني فهي محليّة كي يشعر المواطن بالانتماء و يعرف الزّائر أنّه حلّ بوطن يعتز بفننانيه و مبدعيه. يوجد مبالغة في التعصب لما هو محليّ.
في الباقي في الهوى سواء. يوجد مشكل كبير في خلق الغرابة و إجبار النّاس على سماع الحوارات المتشنجة و سوقية الألفاظ.
قلت له:
الإعلام العمومي وهو ملك الشّعب و يعمل بفلوسه و يستند إلى دستوره حوّله أصحاب الخساسة و معالي النذالة إلى سوق و دلاّل للترهويج و البذاءة و التّعدي على هوية الشّعب بلغة ركيكة و ألفاظ أعجمية ساقطة.
تذكّرت كيف وضع الفرنسيون قوانينا تحمي لغتهم و تمنع التطاول عليها من صغار العقول. و تجعل الهدف السّامي من الإعلام العمومي توعية المواطن وتثقيفه؟؟