ان تكون نسبة النجاح في شعبة الآداب في حدود 13 في المائة فهذا أمر يدعو للتأمل و الفزع ..ليس معنى ذلك أن أمورنا في العلوم و التكنولوجيات تسر و تسعد و لكن بمعنى أننا وصلنا في مجال الفكر و اللغة الى الحضيض ..
من المؤكد أن هذه الشعبة قد تحولت منذ عقود الى مصب ،،نفايات دراسية،، و قد أصبت فعلا بالاحباط و أنا أقرأ تحارير طلبة أو تقارير بعضهم و حتى أطروحاتهم النهائية في مجال الماستر و الدكتورا في الشعب الادبية و العلوم الانسانية .
المتميزون من التلاميذ و من المنفوخين جينيا بحصص التدارك يفضلون الشعب العلمية ارضاء لغرور الامهات و الآباء الذين يريدون كلهم ان يكون ابناؤهم اطباء و مهندسين فلا تحصل البلاد لا هؤلاء و لا اولئك لأن يوم الامتحان تنكشف حقيقة الانتفاخ .
أذكر انني ،،قاتلت،، بشراسة لإقناع ابني معتز باختيار شعبة الآداب مادام متميزا في العلوم و اللغات و قد يندهش البعض من هذا الاختيار و لكنني اعتبر ان حاجتنا المستقبلية الى متميزين في الدراسات الانسانية و الادبية و الفنون اكثر من حاجتنا الى ،،آلات،، العلوم و العقول الاجرائية التي لا يبدو اننا امتلكناها رغم التصحير الذي مارسناه على الآداب حتى اصبحت شعبة ،،الضعاف،، و ،،الفارغين،، و ،،الكسالى،، لتحاصرنا التفاهة في الكتابة الصحفية و الانتاج الدرامي و الفكر السياسي و الفلسفة و الدراسات الانسانية ..