ليس من باب المزايدة ,,أو المعارضة من أجل المعارضة العدمية,لكن منذ البداية كان واضحا وجليا ,أن "الحملة" على الفساد ,لم تكن إلا تصفية حسابات بين مافيات مختلفة ..ولست أنا الذي سيعترض على تدحرج بضعة رؤوس فاسدة ومفسدة , لكن أصفق رغم كل شيء من باب "يسلط الفجار على الكفار" ومن باب "فخار يكسر بعضو" لا غير....
المتابع للأحداث سيلاحظ بسهولة أن قائمة الموقوفين تشمل أعضاء مافيا بمكن تصنيفها "رثة",بدفع تأييد ,ومباركة من عرابي مافيا أقدم ,أخطر,لكنها "ناعمة ",تتدثر بالأخلاق والوطنية... كان من الصعب إقناع الرأي العام المحاصر من قبل إعلام مرتزق وغارق في الفساد بهذا الطرح..لكن أعتقد أن الصورة ستتضح لديه أكثر,بعد تسمية الشاهد المدعو رضا شلغوم ,في منصب رئيس لديوانه..
المذكور أعلاه قد لا يعنى لدى الاكثرية شيئا,لأنه كان وما زال يطبق "تكتيك الغواصة" ,فكل حياته في الادارة وبالسلطة في أعلى مستوى قضاها ....سباحة بأعماق عالم الفساد والإفساد....مطبقا المثال الفرنسي ..لكي نعيش سعداء فلنعش متخفين ....pour vivre heureux vivons cachés......وأمثاله من هواة تكتيك الغواصة كثر....
لكن ..لكن حمدا لله..الذاكرة ما زالت حية ....وتتذكر جيدا أن الشخص هذا كان ..وزيرا للمالية في عهد بن علي ,وكان يعرف بأنه كان صبيا طيعا لدى ,أفسد أناس دنسوا تونس وخوصصوا الدولة...وقصدت مافيا الطرابلسية....
هذا الشخص كان شاهدا ,منتفعا ,ومسهلا للفساد الذي قاد البلاد الى شفير الهاوية...فلا يمكن لأي شيء أن يمر في الميادين الاقتصادية ,البنكية والمالية بصفة عامة , بدون معرفة ,تأييد ,مباركة ,تشريك وتوقيع وتأشبرة السيد الوزير رضا شلغوم ...ومن سيعترض ويقول "كان يطبق الاوامر.... فسيسمع مني"وسخ وذنيه".....
بعد الثورة ,إستمر وزيرا في عهد ...السبسي ,وهذا غير مستغرب ...ثم دائما وفيا لتكتيك الغواصة...غاص لمدة...لكي يطفو الى السطح ...في قرطاج كمستشار برتبة وزير...بالقصر مع السبسي ......,وهذا غير مستغرب أيضا......
صاحب الغواصة هذا كلف هناك بملف إعداد …..قانون المصالحة …سيء الذكرالذي كان هدفه العفو على الفاسدين وناهبي الاموال العمومية,الموالين للقصر من "المافيا الناعمة "التي ذكرت أعلاه مقابل التضحية ب " المافيا الرثة" اتي يمثلها الجراية و"كلابه" لكن القانون لم يمر بسبب صمود القوى الحية بالبلاد …
طويت الصفحة.وهاهو يطفو مجددا بالقصبة …..كرئيس ديوان "الفارس المغوار" الشاهد ….الشاهد على الزور والبلوط…
بئسا في أي عالم نعيش ؟ من ما زال يحدثنا عن محاربة الفساد من قبل ساكن قرطاج ,أومن قبل الشخص الذي أنزل من الجو,ب اللمظلة ـ الباراشوت بالقصبة …فهو إما مغفل ,له في الجمجمة بدل المخ عنكبوتة تتدلى, أو منتفع بشكل من الاشكال من نظام الفساد والإفساد….في كل الاحوال.,غباء مذهل…..وقلة حياء….
فاقد الشيء لا يعطيه….