الدروس المستخلصة من إيقاف المدون السلمي لسعد البوعزيزي,واضطرار السلطة الى التراجع وإطلاق سراحه :
ـ بفضل الثورة تحرر التوانسة من وضعية الرعية ملك للدولة,فأصبحوا مواطنين أحرار,باستثناء قلة صغيرة تافهة تعشق العبودية وتدافع على أغلالها,...الغريب أنها تدعي "الحداثة"... !!!!......
ـ الادعاء بأن هناك "حربا ضروسا" ضد الفساد من قبل "الشاهد " على الزور,محض كذب وبروبغندا سخيفة ,إذ عندما كشف المناضل لسعد البوعزيزي عن حالة خطيرة من الفساد وقع إيقافه ...وهذا ما يتعارض مع مبدأ حماية المخبرين عن الفساد...ودلالةإضافية على أننا امام صراعات داخلية ذات طابع مافيوزي ....لاغير…
ـ أضحى فضاء الفايس بوك ,رغم تسلل أنصار الدكتاتوريه اليه , ومحاولتهم بث البلبلة والفتنه .....الناطق باسم الرأي العام التونسي الحر ,كبديل لإعلام العار الرسمي ,الناطق باسم كل الدوائر الفاسدة والرجعية …
ـ لم تيأس المنظومة القديمة ,المتمثلة في كل تلك القوى التي كانت تعوي بساحة باردو ضد الشرعية,والتي مولت من قبل دويلة مارقة "الامارات" ,من إرجاع الجن الى قمقمه بنسف نظام المواطنة,والرجوع بالتوانسة الى نظام الرعية ...إستنادا على أفكار ظلامية وترهات مستقاة من عهود التخلف... "الوهرة" .."هيبة الحاكم " .... "المستبد العادل "...." مبعوث العناية الالاهية"....و"المؤامرة" المحاكة ضدنا من قبل الخارج ...ألخ ..ألخ…
ـ رغم التراجع الجزئي لهاته المنظومة القديمة ,وشلل جزء لا بأس به من قدرتها على إحداث الضرر ,فانها مازالت قوية ,لذا لا يجب الاستهانة بها وعدم الاسترخاء.
كان برتولد بريشت Berthold Brecht مؤسس المسرح المعاصر والمناضل الالماني يصف النازية ,الفاشية وكل أنواع الدكتاتوريات بالوحش القبيح ..والذاكرة الجماعية للإنسانية مازالت تذكر مقولته الشهيرة "البطن ,من أين وثب الوحش القبيح ,ما زالت ولادة " le ventre est encore fécond d’où a surgi la bête immonde …..
حذاري اذا ,فرغم إنجازات الثورة في مجال الحريات , البطن الاثمة التى وثبت منها الدكتاتورية الاثمة ببلادنا والتي جثمت على صدورنا لعقود وعقود …ما زالت ولادة ….