الشاهد: لا تصدقوا فيسبوك..

Photo

نعم قال ذلك للجالية التونسية في أمريكا، في تعبير عن ضيقه بالرأي الآخر وانزعاجه من شبكات التواصل الاجتماعي، وهذا من الأساليب القديمة في التعاطي مع الرأي العام ومع ما يراه ويعبر عنه الناسُ والإعلام.

بمعنى أنه يريد أن يفكّر عوضا عن الناس الذين لا حاجة لهم لتكوين رأي أو اتخاذ موقف. وهو في الأثناء لم ينتبه إلى ضرورة أن ينسّب ما قاله أو يستثني المواقع الموالية له، وإلا شمل قولُه ما تنشره صفحتُه الرسمية على الفيسبوك وصفحةُ رئاسة الحكومة وغيرهما.

لنفترض أن يوسف الشاهد استثنى هذه الصفحات، فما الذي يمكن أن نستشفه مما نشره بها حول زيارته الأمريكية؟ نجاح الزيارة مثلا؟ لبد أن نتذكر هنا أنه ليس أول رئيس لحكومة تونسية يزور الولايات المتحدة، وبالتالي وجبت المقارنة هنا بين ما حظي به هو وما حظي به سابقوه مثل الباجي قائد السبسي في زيارته الأمريكية في أكتوبر 2011 والمهدي جمعة في أفريل 2014.

ورغم أن هذين الأخيرين كانا مؤقتين في منصبهما فقد استقبلهما الرئيس الأمريكي. وأما يوسف الشاهد فلم تقع معاملته بالمثل، رغم أنه رئيس لحكومة دائمة، فتم قبوله فقط من نائب الرئيس، رأسا برأس، وقابل ثلاثة وزراء (التجارة، الدفاع، الخزانة)، ومستشارا وبعض أعضاء الكنغرس. وهذا يعني شيئا واحدا وهو فشل زيارته، وما يؤكد ذلك أنها انتهت بلا تواقيع ولا حتى وعود، وإنما مجرد كلام عن "مزيد تطوير العلاقات الثنائية وأهمية مواصلة دعم الأنموذج الديمقراطي التونسي لتجاوز الصعوبات الاقتصادية ومزيد تطوير التعاون المشترك في مكافحة التطرف والإرهاب". بف بف.

كذلك هذه الزيارة لم تحظ بأي تغطية إعلامية أو حتى خبر في الصحف الأمريكية التي أمكن لي زيارة مواقعها على الانترنت: نيويورك تايمز، نيويورك دايلي نيوز، واشنطن بوست، وول ستريت جورنال، يو آس آي توداي، نيويورك بوست، فهل بعد ذلك يمكن توصيف تلك الزيارة بغير أنها فاشلة؟

والواضح أن الهدف لم يكن كبيرا في الحقيقة، عندما يتعلق الأمر مثلا بالحصول على دعم شخصي، وإذ لم يحصل ذلك في نهاية المطاف، فإن الزيارة تتحول إلى فشل شخصي ذريع لن تتأخر انعكاساته على النزاع شبه العلني بينه وبين نجل الرئيس. من الآن فصاعدا يوسف الشاهد في موقف ضعف.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات