من أحسن وأروع البرامج السياسية التي كانت تقدمهاالتلفزة الفرنسية ,برنامج LES DESSOUS DES CARTES للراحل جون كريستوف فيكتور..
كان الراحل ,غيبته المنية منذ فترة قصيرة,معتمدا أسلوب السهل الممتنع واستنادا على الخرائط الجيوغرافية يفكك أهم الصراعات والخلافات بالعالم ,وكان ذلك شيقا ومفيدا جدا لفهم عالمنا المعاصر.
وفي هذا الاطار لو سألنا أي مواطن عربي أوغير عربي ,ما هي الدول المحيطة بفلسطين المحتلة ,كانت أيام زمان تسمى "دول الطوق" ,لكان الرد سريعا : لبنان ,سوريا ,الاردن ,ومصر ….والجواب خطأ ….أو بالأحرى لم يعد صحيحا منذ مدة قصيرة…لان الخرائط الجيوغرافية تغيرت ……
إذ بالإضافة الى الدول الاربعة المذكورة أعلاه ,يجب من الان ومستقبلا إضافة …..المملكة السعودية….. السعودية التي أضحى لها ,بفضل عميلها بمصر المدعو السيسي ,الذي تنازل عن جزيرتي سنافير وتيران لصالحها ,حدودا مشتركة وتواصلا مباشرا مع إسرائيل …بحرا ….فالمياه الاقليمية لتك الجزر النائية تحاذي المياه الاقليمية" الاسرائيلية" …إستنادا على الخرائط البحرية الجديدة ….
لا يمكن فهم الازمة الاخيرة بمنطقة الخليج مع قطر ,وإطلاق حملة واسعة للطائفية والحقد الاعمي الذي يهدف الى حرف الانظار عن العدو الاسرائيلي المغتصب لفلسطين ,مدنس "أولى القبلتين وثالث الحرمين " القدس ,إلا بالاستعانة بالخرائط الجديدة اتي فرضت فرضا عبر الانقلات ,وبث الفوضى …وتجدر الاشارة الى أن السعودية "أحيت " من جديد …."دولة" اليمن الجنوبي …ووضعتها مجددا على الخريطة ….التي إختفت منها منذ توحد اليمن في دولة واحدة.
من المعروف أن السعودية تسعى منذ زمان الى تفتيت الدول العربية لبسط هيمنتها على المنطقة ,بمساعدة ,أو بالأحرى بتخطيط إسرائيلي ,وسيكون ذلك أسهل عبر حدود مشتركة بينهما.
للأسف القوى الحية بمصر نتيجة قمع نظام السيسي وتشتتها أيضا ,لم تتمكن من التصدي لهاته الصفقة الخطيرة,لكن القضية لن يقع ردمها بسهولة ,فكلنا نعرف أن الشعب المصري معروف منذ الفراعنة بوطنيته وتشبثه بوحدة أراضيه ,وسيلغى يوما هاته الاتفاقية.
الاتفاقية هاته تشكل خطرا على أمننا الاقليمي الجماعي …والأمر يهمنا كتوانسة …فاستنادا على الخرائط الجديدة سيكون للسعودية ومن خلفها الامارات تواصل مباشر مع إسرائيل ,مصر , ليبيا ..وتونس …..وبقية المغرب العربي طبعا….
وهذا مزعج ,ففي ظل طبيعة تلك الانظمة لا يمكن القبول بذلك ,ويجب من الان اخذ إحتياطاتنا أمنيا من نتائج هذا التغير في الخرائط….